الخميس، 2 أبريل 2015

“بووست” : دعم وإحياء المواهب الرياضية في مناطق الفقر

11072174_10155368423535118_8881478734280705729_n

هاشتاق عربي – منى أبوحمور

حب الرياضة والحرص على تنميتها وتطويرها هو ما دفع بتول الأرناؤوط للتفكير جديا في إيجاد مبادرات من شأنها أن تعلي من شأن الرياضة في الأردن، لاسيما وأنها تلقي الضوء من خلال تلك المبادرات على المواهب الرياضية المتميزة في المناطق البعيدة عن العاصمة عمان.
“بووست” إحدى المبادرات التي قامت بها أرناؤوط مؤخرا لتحسين الرياضة ولدعم الرياضيين وتقديم المساعدة لهم حتى يتمكنوا من تطوير مهاراتهم، من خلال القيام ببعض النشاطات الرياضية التي يقدم ريعها لرياضيين محتاجين.
وفي شهر كانون الثاني (يناير) الماضي، نظمت أرناؤوط سباق دراجات في البحر الميت قدمت من خلاله 20 % من الرياضيين في المناطق البعيدة والفقيرة، بقيمة 2500 دينار تم بها شراء دراجات للاعبين من نادي غور المزرعة الذين لا يمتلكون دراجات هوائية مناسبة تمكنهم من القيام بالتدريب على أكمل وجه رغم حرفيتهم العالية.
تقول الأرناؤوط “قمنا بشراء خمس دراجات هوائية حديثة وخوذات جديدة للاعبين”، لافتة إلى أن جميع النشاطات التي تقيمها “بووست” تستهدف الرياضيين المحترفين الذين لديهم المهارة العالية ويمتلكون إنجازات حقيقية ولكن ينقصهم الدعم المادي.
“اهتمامي بالرياضة واطلاعي على تحديات الرياضيين في المناطق البعيدة، دفعاني للقيام ببوست”، لافتة إلى أن تقديم المساعدة لهؤلاء الرياضيين لا يكون على شكل تبرع وإنما على شكل دعم للرياضي أو النادي من خلال تقديم أدوات رياضية، ملابس ومعدات تمكنهم من التدريب وتطوير أنفسهم، وفق أرناؤوط.
وتشير الأرناؤوط إلى أن فكرة دعم المواهب الرياضية “ليست موجودة بصورة صحيحة”، مشيرة إلى المواهب الموجودة في المناطق البعيدة مثل غور الفيفا، غور المزرعة والضليل التي تمتلئ بالعديد من المواهب الرياضية التي تنافس على مستوى العالم ولا يمكن لأي لاعب آخر في الأردن أن يمتلك مهاراتهم لما يتمتعون به من بنية جسدية قوية.
وتلفت إلى أن تلك المواهب لا تأخذ الاهتمام والرعاية الكافيين من قبل الاتحاد الأردني واللجنة الأولمبية، لاسيما وأن التدريبات المكثفة والدعم موجه بشكل كبير للعاصمة عمان والمناطق القريبة.
وتتابع “هذه الفئة من الرياضيين لا تأخذ حقها حتى من الملابس والسفرات الخارجية والمسابقات”، عازية ذلك إلى بعد المسافة التي يضعها القائمون على تلك البرامج حجة لهم.
وكانت للأرناؤوط سابقة أخرى في دعم الرياضيين المحتاجين وتقديم المساعدة لهم في مبادرة جاءت بعنوان “ساعدوهم ليصبحوا أبطالا”؛ حيث قامت بتوزيع عشرة صناديق على الأندية الرياضية الكبيرة في الأردن للتبرع بملابس رياضية، أحذية رياضية ومعدات وكل ما يحتاجه الرياضيون لتقوية مهاراتهم في كل من منطقة غور المزرعة، الفيفا والضليل.
وحرصت الأرناؤوط ومن خلال هذه المبادرة على تقديم المساعدة لهؤلاء الرياضيين بدون التسبب لهم بأي إحراج؛ حيث قامت بتوزيع كل ما تم جمعه على اللاعبين في تلك المناطق، مبدية ارتياحها الكبير للنجاح الذي حققته تلك المبادرة.
وبصورة أخرى، قدمت الأرناؤوط دعما من شكل آخر قدمت من خلاله المساعدة لرياضيي غور الصافي، من خلال سباق دراجات هوائية تنطلق من منطقة المغطس في البحر الميت وتنتهي في غور الصافي، قامت من خلاله بالترويج للمنطقة ورياضة الدراجات الهوائية، هادفة إلى زيادة الوعي لدى المجتمع بأكمله لجعل حياتهم صحية والتشجيع على ممارسة الرياضة.
هذا السباق كغيره من الأنشطة التي تقوم بها الأرناؤوط، كشف عن التردي الكبير بوضع اللاعبين في تلك المناطق، لافتة إلى وجود العديد من المتسابقين والمتسابقات الذين كانوا يتسابقون حفاة بدون أن يرتدوا أحذية رياضية بأرجلهم، إلى جانب عدم صلاحية وقانونية الدراجات الهوائية التي يمتلكونها للسباقات؛ حيث كان يضطر العديد من المتسابقين لحمل دراجته الهوائية على ظهره لعدم قدرته على الصعود بها لقدمها وثقلها.
“استطعنا أن نؤمن لهم خمس دراجات حديثة فقط”، لافتة إلى أن ارتفاع أسعار الدراجات لم يمكنهم من تأمين أكبر عدد ممكن منها، مبينة أنها ومن خلال الترتيب الفني مع هؤلاء اللاعبين يتم عمل جدول لمعرفة مدى استفادتهم من هذه الدراجات والإنجازات التي حققوها هادفة من ذلك إلى تنمية إحساسهم بالمسؤولية تجاه مواهبهم.
وتصف الأرناؤوط الفرحة الكبيرة التي ارتسمت على وجوه الرياضيين في غور المزرعة، الذين قدروا هذه المبادرة كثيرا وفرحوا في الدراجات الهوائية.
ولم تقتصر المساعدات على تقديم الدراجات الهوائية فحسب، بل تسعى الأرناؤوط وبعد جمع التبرعات لتقديم دعم موجه للبنات فقط؛ حيث ستقوم بشراء ملابس رياضية وأحذية لخمس بنات سيشاركن في الماراثون الذي سيقام يوم الجمعة في البحر الميت.
“إحساس اللاعبين بوجود من يهتم بهم ويقدم لهم المساعدات يؤثر فيهم كثيرا”، باذلة الكثير من الجهود حتى تتمكن من توفير الأمور الأساسية التي تمكنهم من الحفاظ على مواهبهم.
وتردف “عدم تأمين الملابس الضرورية لممارسة الرياضة، عدم تأمين المواصلات وعدم وجود المدربين؛ كلها أسباب يعاني منها الرياضيون في المناطق البعيدة”، لافتة إلى “تقصير الاتحاد مع هذه الفئة من الموهوبين”.
وتؤكد الأرناؤوط أن مبادراتها الفردية وحدها لا تكفي لدعم هؤلاء الرياضيين والوقوف إلى جانبهم، مناشدة الجهات الخاصة والشركات الكبيرة من مساعدة هؤلاء الرياضيين والوقوف إلى جانبهم، منوهة إلى وجود العديد من الجهات التي توجه دعمها في المكان غير الصحيح والدعم تحسمه الواسطات.
الجهات الحكومية والأندية والاتحادات الرياضية يجب أن تعدل بين المواهب الرياضية في مناطق المملكة كافة، مؤكدة أن من غير المنطق أن يحكم على قتل هذه المواهب لمجرد أنهم يسكنون في مناطق بعيدة عن العاصمة عمان، معتبرة الوصول إلى هذه المناطق من مسؤولياتهم.

المصدر : صحيفة الغد الأردنية



المصدر هاشتاق عربي

المصدر

0 التعليقات:

إرسال تعليق