الاثنين، 1 أغسطس 2016

البوكيمون تبرز مفاهيم جديدة في التسويق والنجاح

هاشتاق عربي
خلال الأسبوعين الماضيين دارت جميع الأحاديث تقريبًا حول لعبة بوكيمون Pokemon GO التي انتشرت بسرعة كبيرة جدًا بعد أيام قليلة من إطلاقها. فبعد أعوام من الحملات التقليدية التي انتهجها أصحاب التطبيقات الجديدة، كسرت اللعبة الكثير من القواعد مُبرزة أهميّة الكثير من العوامل في عالم تطبيقات الأجهزة الذكية والتقنية بشكل عام.
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل سجلت اللعبة أرقامًا تاريخية من حيث عدد التحميلات في متاجر تطبيقات جوجل بلاي وآب ستور، حيث أصبحت اللعبة الأكثر تحميلًا في تاريخ متجر آب ستور المتوفر على أجهزة آبل الذكية وذهبت إلى ما هو أبعد من ذلك، فبعض شركات الإحصائيات توقّعت أن تدر لعبة بوكيمون عوائد مالية تصل إلى 3 مليار دولار أمريكي لشركة آبل خلال العام أو العامين المُقبلين.
فلنترك التوقعات والتحليلات جانبًا ولنتحدث عن الحقائق والمفاهيم التقنية والتسويقية، فاللعبة بُنيت على ظاهرة تعود لعام 2000 تقريبًا وأصبحت بحد ذاتها ظاهرة أيضًا.
الاستفادة من بيانات الموقع الجغرافي
تستخدم لعبة بوكيمون نظام الموقع الجغرافي GPS وتقوم بعرض بيانات اللعبة اعتمادًا عليه بشكل كامل. ولتحقيق هذا الأمر استفادت اللعبة من قاعدة بيانات ضخمة جُمعت البيانات فيها باستخدام لعبة Ingress من نفس الشركة والتي لم تحظى بنفس شعبية لعبة بوكيمون.
اللعبة أوضحت أهمية توفير بيانات مُسبقًا وعدم الاعتماد على قواعد بيانات فارغة تمامًا لأن الكثير من الألعاب التي تعتمد على الموقع الجغرافي متوفرة، لكن التجربة الأمثل تكون عندما يُحاكى واقع المُستخدم بأفضل طريقة مُمكنة من خلال استخدام بيانات مؤرشفة سابقًا دون الحاجة إلى أرشفة بيانات جديدة وجعل اللعبة ثقيلة أثناء الاستخدام.
العلامة التجارية من أهم عوامل التسويق
جودة المُنتج أو التطبيق أمر لا مفر منه أبدًا، لكن لعبة Ingress جاءت من نفس الشركة وقدمت نفس الجودة دون أن تلقى ذلك الرواج الذي حظيت به لعبة بوكيمون.
استخدام اسم بوكيمون ومفهوم جمع الشخصيات كان له الأكثر الأكبر على انتشار اللعبة، لذا فالفكر الجديد دون تسويق جيّد لا يعني الشيء الكثير في مُعظم الحالات.
هذا يعني أنك إذا كُنت من مُطوري الألعاب ولديك فكرة جديدة حاول التواصل مع أكثر من جهة للحصول على حق استخدام شخصياتهم الكرتونية ضمن ألعابك لتضمن شريحة أكبر من المُستخدمين وتختصر بالتالي كثيرًا من الطرق على نفسك.
التوقيت شيء هام جدًا
أُطلقت اللعبة رسميًا بعد انتهاء الامتحانات المدرسية والدوام بشكل كامل بالتزامن مع فصل الصيف أيضًا، ولا توجد أفضل من هذه الظروف أبدًا لتحقيق استفادة قصوى من مفهوم اللعبة المبني على الخروج من المنزل والبحث في الشوارع والطُرقات.
لو أطلقت اللعبة في موسم الامتحانات لما حصدت نفس النجاح، ونفس الأمر لو أُطلقت في فصل الشتاء لأن الناس لن يخرجوا في ظل وجود عواصف في الخارج لجمع شخصيات كرتونية لا قيمة لها.
لذا من الضروري جدًا دراسة واقع التطبيق والظروف المحيطة به قبل الإقدام على إطلاقه لضمان انتشاره على أكمل وجه دون وجود عوائق لم تكن في الحسبان. وعلى سبيل المثال، لا تحاول إطلاق تطبيق جديد للمحادثات الفورية في ظل وجود حملة كبيرة على هذا النوع من التطبيقات في الأسواق التي تستهدفها تجنّبًا لحظر تطبيقك أيضًا.
نحن نعيش في عالم اجتماعي
إذا لم يقنعك نموذج فيسبوك – على سبيل المثال لا الحصر – بأننا نعيش في عالم اجتماعي حتى ولو كان افتراضيًا فإن لعبة بوكيون خير دليل على ذلك. فالعدوى انتشرت من صديق للآخر بشكل شبه فوري بعد صدور اللعبة خصوصًا أن شخصيات اللعبة مألوفة وأعادت المُستخدمين لذكريات تعود إلى 10 أو 15 عام.
الاستفادة من الشبكات الاجتماعية داخل التطبيقات أمر لا بد منه، فعزل مُستخدمي أي تطبيق ضمن شبكة صغيرة لا تتصل مع تويتر أو فيسبوك أو حتى جوجل لم يعد بالأمر المُرحّب به أبدًا.
لست بحاجة إلى حملات تسويق ضخمة
لم نرى على الإنترنت حملات تسويق أو إعلانات على فيسبوك أو تويتر للذهاب إلى المتجر وتحميل اللعبة، وهو أمر كسرته تقريبًا بوكيمون لأن الكثير من المُطورين يعتبرون أن التسويق والإعلانات جزء لا يتجزأ من إطلاق أي تطبيق جديد.
فكرة اللعبة وشخصياتها، بالإضافة إلى العوامل المُحيطة ساهمت بشكل كبير في التسويق للعبة بشكل مجاني، لذا فاحرص على توفير عوامل مُشابهة في تطبيقاتك وستجد أن هناك قوّة غامضة تدفعها للانتشار بقوة أكبر.
الجوائز تعني مزيدًا من الولاء
من الضروري جدًا تقديم مكاسب أو جوائز ولو كانت معنوية للمُستخدمين لجذبهم بشكل أكبر لاستخدام التطبيق أيًا كان، والأمثلة على ذلك كثيرة مثل سوارم Swarm، فور سكوير Foursquare، أو Booking أيضًا.
في لعبة بوكيمون يُكافئ المُستخدم بترفيعه إلى مُستوى جديد عند جمع شخصيات جديدة، دون نسيان الحصول على نقاط إضافية عند الانتقال من مكان للآخر. هذا الأمر ليس بجديد كُليًا ونظام النقاط في المُنتديات التي رافقت انتشار الإنترنت في عالمنا العربي كانت – وماتزال – خير دليل على أهمية النقاط والتقديرات.
سهولة الاستخدام
عند تشغيل تطبيقات جديدة حتى ولو كانت من كُبرى الشركات فإننا نذهب في جولة تعليمية حول طريقة استخدام التطبيق أو اللعبة من خلال عرض يُمكن الانتهاء منه بعد ثوان.
لعبة بوكيمون تجنّبت هذا الشيء ووفرت تجربة استخدام بسيطة جدًا، فالمُستخدم بعد تشغيل اللعبة وتحديد الشخصية وشكلها تظهر أمامه الخارطة لتبدأ مهمّته بشكل شبه فوري مع وجود أزرار لا تُخرج المُستخدم من اللعبة، إنما تُظهر له بطاقات لاستعراض مُحتوى أو تنفيذًا لوظيفة الزر.
تجنّب العروض والمُقدّمات وحاول تقديم تجربة استخدام بسيطة جدًا يُمكن للمُستخدم بالفطرة اكتسابها دون الدخول في الكثير من التعقيدات، لأن أي تطبيق مُعقّد حتى مع توفير 1000 دليل وشرح له لا يعني أن المُستخدم سوف يكون قادرًا على استخدامه بالشكل الأمثل.
في النهاية، انقسم المشهد بين مؤيد ومُعارض للعبة، حيث ذهب البعض إلى أن اللعبة فيها مؤامرة وخطورة وما إلى ذلك وهو ما لا أراه صحيحًا من وجهة نظري الشخصية المبنية على أساس تقني بكل تأكيد، وهو ما حاولت توضيحه من خلال قناتي على يوتيوب لأن مُمارسات اللعبة نفسها مُستخدمة في تطبيقات ثانية مثل فيسبوك، تويتر، انستجرام، واتس آب، وغيرها الكثير.
عالم التقنية



المصدر هاشتاق عربي

المصدر

0 التعليقات:

إرسال تعليق