هاشتاق عربي – إبراهيم المبيضين
"أريد أن اقول لكم بأن التغيير يأتي منا، من كل واحد فينا ، لا تغيير ياتي من السماء ،،،،،، التغيير يبدأ منّا …!!"، بهذه الكلمات البسيطة تلخّص الريادية الاجتماعية روان بركات فكرها ومفهومها " للريادة الإجتماعية"، عندما نبتكر أفكارا يمكن أن تتغلب على مشاكل المجتمع وأزماته، مشاريع ومبادرات يمكن أن تحدث التنمية المطلوبة في مجال ما، كمؤسسة " رنين" التي تشرف عليها بركات، وتهدف إلى نقل التعليم من مفهومه " التقليدي" القائم على التلقين الى مفهوم " التفاعلية" من خلال تنمية مهارات السماع عند الطلبة.
لقد أكدت روان على رؤيتها وقناعتها بهذه الكلمات المعبّرة في دبي، خلال حفل توزيع جوائز مبادرة " تكريم"، والذي نظّم قبل عشرة أيام لتكريم مجموعة من المبدعين والمفكرين وأصحاب الإنجازات من الشخصيات العربية، حيث حازت روان بركات على جائزة " تكريم" في دورتها السادسة عن فئة الإبتكار في التعليم، تثمينا وتكريما لدورها من خلال مؤسسة " رنين" التي تسعى لإيجاد طرق تعليم ثورية تفاعلية، من خلال إطلاق قصص صوتية للأطفال هدف تنمية مهاراتهم الاستماعية والتواصلية، فللكلمة صوت جميل كما نرى في شعار مؤسسة " رنين".
وقالت روان بركات في لقاء مع " هاشتاق عربي" – بعيد حصولها على الجائزة الجديدة وعودتها من دبي – بان هذا التكريم لمؤسسة " رنين" هو إنجاز جديد للمؤسسة، "يمثّل إعترافا بها كمؤسسة رائدة تلعب دوار هاما في المملكة وعلى مستوى الوطن العربي في مجال التعليم".
وأضافت بركات : " أنا فخورة انه جرى إختيارنا ضمن فئة الابتكار في التعليم، ما يؤكد على دور وريادة رنين في هذا المجال، ضمن أهدافها ومساعيها لتحفيز طلابنا في طريق بناء مستقبل افضل لهم ولوطننا العربي، الذي أحلم بان اصل لكل بلد ومدينة فيه عبر منظومة رنين التعليمية".
وزادت بان التكريم الجديد في فئة الابتكار في مضمار التعليم : " يؤكد مصداقية رنين ونجاحاتها لتغيير التعليم نحو الإفضل".
وجدّدت بركات – وهي الكفيفة منذ ولادتها – تأكيدها بان " رنين" تسعى لإيجاد منظومة تعليمية متكاملة تركز بشكل أساسي على تنمية مهارة الاستماع لدى الأطفال المكفوفين وغير المكفوفين، حيث تقوم المؤسسة منذ انطلاقتها على انتاج القصص المسموعة وتوفير قصص درامية للأطفال ما بين سن 5 إلى 16 سنة باللغة العربية الفصحى، بحيث تعمل على تطوير مهارة الاستماع وتقوية اللغة العربية لدى الطلاب.
ولأن " الإصرار والإلتزام والإيمان"، هي صفات يجب ان يتحلّى بها الرياديون الإجتماعيون حتى يحققوا ما يحلمون به من التغيير، تقول بركات انها بهذه الصفات " وصلت الى ما وصلت إليه اليوم"، وبهذه الثلاثية " ستواصل العمل لايصال رنين إلى منظومة تعليمية تتبناها كل المدارس والمؤسسات التعليمية في الاردن والعالم العربي".
وخلال احتفالية " تكريم" السادسة – التي اقيمت بحضور الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع بالإمارات، و800 من أهم الشخصيات العربية والعالمية، أكدت مباردة " تكريم على شعارها الذي يتلخص بالكلمات التالية : " مقابل اليأس والاحباط في عالمنا العربي فيما يشهده من احداث، فهناك علامات مضيئة، وأننا موطن الريادة والتقدم".
و تقدّم الشيخ نهيان بن مبارك في كلمة له في افتتاح الحفل، بالتحية والتهنئة إلى الفائزين والفائزات مؤكداً الاعتزاز بإسهاماتهم في شتى مناحي الحياة، قائلاً: " نعتبرهم عن حق، وبجدارة نماذج تحتذى، في القيادة والريادة، بل ونعتبر إنجازاتِهم، علامة واضحة، على حيوية هذه الأمة، وثراثها المتدفّق. هذا، ولا أبالغ إذ أقول: إنهم بما قدموه، إنما يمثلونَ بالنسبة لنا جميعاً، مصادر إلهامٍ وتحفيز، لانطلاقة قومية كبرى، في التنمية والبناء ـ إنني على ثقةٍ كاملة، بأنَّ مبادرة تكريم ، وهي تحتفي بكم، قد أيقظت لدى الجميع، حُبِّ الإبداع والإنجاز، وأيضاً، المبادرةُ إلى صنع كل ما هو نافع ومفيد، في كافة مجالات الحياة".
وأما ريكاردو كرم ، مؤسس مبادرة "تكريم"، فقال في كلمته للحفل : "أجدّد إيماني مع فرانكي لاين وفيروز أن خلفَ الليل العاتي يعلو سراج، سراجٌ يحيي الأمل بالغد العربي المضيء، وأجدّد إيماني بنور العلم والتقدّم لا بنار تحرق البلاد والأفئدة".
عن مبادرة " تكريم" :
" تكريم" هي جائزة سنوية تُعطي للعرب أصحاب الإنجازات المتميزة في عدة فئات، أسسها ريكاردو كرم في 2010، وتهدف إلى نشر التفوّق العربي في مختلف المجالات والميادين، وقد سميت في الدورات الأولى باسم "مبادرة تكريم" ثم تحول لاحقا إلى "تكريم".
وفئات الجائزة هي:المبادرون الشباب، الإبداع الثقافي، المرأة العربية الرائدة، الخدمات الإنسانية والمدنية، المساهمة الدولية في المجتمع العربي، الإبداع العلمي والتكنولوجي، التنمية البيئية المستدامة، الابتكار في مجال التعليم والقيادة البارزة للأعمال، فضلاً عن جائزة إنجازات العمر، وقد جرى الحفل الأوّل لمبادرة تكريم في لبنان في بيروت، وحفل تكريم الثاني في الدوحة القطرية، وفي موسمها الثالث في المنامة بالبحرين، وفي عام 2013ُ عقدت في معهد العالم العربي في باريس، ثم في مراكش وأخيرا دبي.
ويضمّ المجلس التحكيمي لمبادرة " تكريم " كلاً من: الملكة نور الحسين، الأميرة بندري عبد الرحمن الفيصل، الأمير منصور بن ناصر بن عبد العزيز، الشيخة مي الخليفة، الشيخة بولا الصباح، الدكتور الأخضر الإبراهيمي، توماس ابراهام، الشيخ صالح التركي، الدكتورة فريدة العلاقي، سمير عساف، سمير بريخو، كارلوس غصن، نورا جنبلاط، الدكتور أحمد هيكل، عيسى أبو عيسى، الليدي حياة بالومبو، الروائي مارك ليفي، رجا صيداوي، أسماء صديق المطاوع.
الى ذلك نصحت بركات الطامحين لتأسيس مشاريع في مضمار الريادة الإجتماعية بخلطة من النصائح للوصول الى النجاح – من واقع تجربتها في " رنين" التي كانت ولادتها كفكرة في العام 2005 – وقالت : " يجب على الريادي الإجتماعي ان يتحلة بالصبر ثم الصبر ثم الصبر ….".
والى جانب صفة " الصبر" اكدت بركات – خلال مقابلتها مع " هاشتاق عربي" – بان الريادي الاجتماعي " يجب ان يكون منفتحا على كل الافكار، وعليه ان يكون دائم التعلّم بالبحث عن مصادر جديدة للتعلّم".
كما نصحت بركات الرياديين الاجتماعيين بضرورة الايمان بفكرتهم والإلتزام بها، مؤكدة أهمية التخصص والتركيز على فكرة واحدة والعمل عليها بجد للوصول الى التغيير المنشود في مجال ما.
وبعد رحلة ناهزت العشر سنوات، تعرّف بركات الريادة الاجتماعية بانها الفكرة او المشروع الذي يعمل على حل مشكلة قائمة في المجتمع في مجال ما، والعمل على ايجاد مصادر واستثمار القدرات البشرية لحل هذه المشكلة واحداث التغيير المطلوب في المجتمع، مؤكدة أهمية الاستدامة والعمل على توفير المورد المالي لضمان استمرار المشروع او الفكرة حتى تواصل التغير المأمول.
وبذلك فرّقت بركات بين الريادة الاجتماعية عن مفاهيم النشاط الاجتماعي او التطوع قصير المدى الذي يقوم على مبدأ " الفزعة" وهي المفاهيم التي غالبا ما يكون اثرها لفترة قصيرة المدى.
واوضحت بان الريادة الاجتماعية رحلة طويلة المدى يجب ان لا تتوقف حتى نصل الى هدفها النبيل في احداث التغيير الايجابي في المجتمع في مجالات متعددة، لافتة هنا الى اهمية الدعم من قبل شركات ومؤسسات القطاع الخاص والمجتمع حتى يستطيع الريادي الإجتماعي مواصلة الطريق وتحقيق النجاح.
وعن الجوائز التي حازتها " رنين" خلال السنوات الماضية تقول بركات بان الجوائز " ليست الهدف" ….. " الهدف هو مواصلة العمل لاحداث التغيير"، ولكنها تشير الى ان الجوائز والتكريم والدعم من العديد من الجهات هي "عوامل دافعة تحفز الريادي على مواصلة العمل، وهي تقدير يجعلك تبدأ بأمل جديد نحو مرحلة جديدة من الإنجاز".
ومن جهة أخرى، قالت بركات بان هذه الجوائز تلقي بمسؤولية كبيرة على عاتقها لتحقيق رسالتها في مجال تطوير التعليم ونقله الى مفهوم " التفاعلية"، ولافادة الأطفال – المكفوفين وغير المكفوفين – وطلبة المدارس من منظومة " رنين" التي تضم مجموعة من الادوات التعليمية هي : انتاج ونشر واستخدام المجموعات القصصية المسموعة، ورش " رنين " التعبيرية، التدريب على استخدام القصة المسموعة كوسيلة تعليمية، المسرح التفاعلي، والتدريب على استخدام الدراما.
وخلال مسيرتها حازت " رنين" العديد من الجوائز، حيث نالت في العام 2009 على جائزة الملك عبدالله الثاني للإنجاز والإبداع الشبابي، وفي العام 2011 حصلت على جائزة (سينارجوس) للمبدع الاجتماعي، وفازت المؤسسة العام 2013 " بجائزة الشيخة فاطمة بنت مبارك للشباب العربي الدولية" عن فئة مؤسسة رائدة وداعمة للشباب بين (12-18)، الى جانب نيلها زمالة " أشوكا " للمبدعين الاجتماعيين العام 2014، وخلال العام الحالي حازت بركات على "وسام الحسين للتميز" من الدرجة الثانية.
وبدات فكرة مشروع "رنين" في العام 2005، عندما كانت مجرد فكرة قدمتها بركات في اجتماع تطوعي، طلب القائمون عليه من الشباب المشاركين تقديم أفكار يخدمون من خلالها المجتمع، فكانت فكرة إنشاء مكتبة صوتية بلغة عربية مسموعة، وهي ما يعاني من غيابها الوطن العربي.
وكانت بركات أول من قام بتنفيذ فكرته على أرض الواقع، وبدأت مشروعها بإنتاج 13 قصة مسموعة تجريبية في العام 2006 بدون أي ميزانية؛ حيث تطوع فريق العمل البدء بالعمل بدون مقابل، واليوم تضم مكتبة رنين حوالي 35 قصة ضمن خمس مجموعا قصصية، واستطاعت " رنين" من خلال الورش التفاعلية للاطفال ان تفيد حوالي 20 الف طفل في كافة انحاء المملكة وفي الامارات، كما زرعت المؤسسة حوالي 150 مكتبة صوتية ومشغل أقراص في مناطق المملكة ( في مكتبات عامة ومدارس).
عن روان بركات :
هي مؤسسة ومديرة "مؤسسة رنين" ، حاصلة على الشهادة الجامعية الأولى في الفنون المسرحية من الجامعة الأردنية العام 2008، وبدأت العمل التطوعي في عمر 11 سنه في برلمان أطفال الأردن، وشاركت ومثلت الأردن في العديد من المؤتمرات.
عن مؤسسة " رنين" :
هي مؤسسة عربية تعنى بإيجاد منظومة تعليمية متكاملة تركز بشكلٍ أساسي على تنمية مهارة الاستماع لدى الأطفال في ظل هيمنة وسائل الاتصال المرئية التي قد تضعف مهارات التواصل لديهم. تعمل رنين أيضا على توظيف الفنون السمعية والبصرية والأدائية في المناهج التدريسية وتطوير قدرات الطفل والعاملين معه على حد سواء. تطمح "رنين" بالمساهمة في إيجاد جيل واع يمتلك المهارات الضرورية في الحياة خصوصا مهارات التواصل والتفكير الناقد والوعي بالذات وتقديرها.
والاهداف العامة لمؤسسة " رنين" تشمل :
– إيجاد بيئة مشجعة للإبداع والفعل الثقافي بجوانبه المختلفة.
– تغيير المعتقد السائد تجاه الفنون كونها احدى الوسائل الفعالة لعلاج مشكلات التواصل.
– زيادة قدرة الجيل على التواصل الحقيقي في عصر طغى عليه العالم الافتراضي; من أجل تقليل اثاره السلبية.
– الوصول الى المجتمعات الأقل حظا والمهمشة لتطوير قدراتهم وتصحيح مفاهيم ونشر ثقافة حقوق الانسان.
– تنسيق الجهود الفردية والمؤسسية من اجل تعظيم النتائج.
– استخدام أدوات رنين من اجل تطوير العملية التعلمية التعليمية وصقل المفاهيم الاجتماعية عن طريق التعاون بين المؤسسات المجتمعية والتعليمية من جهة، والمكتبات من جهة أخرى.
– زيادة الوعي لدى المجتمع من اجل تقبل الاخر واستيعاب اختلافاته الاجتماعية والنفسية والمادية.
وأما الاهداف الخاصة فتشمل:
– بناء شخصية الطفل وتنمية مهارات الاستماع والتواصل لديه، فضلا عن جميع المهارات الأخرى الضرورية في تنمية القدرات الذاتية.
– تحفيز مخيلة الطفل وطرق التعبير عن الذات.
– تعزيز علاقة الطفل مع اللغة العربية.
– تعزيز ثقة الطفل بنفسه.
– زرع قيم وسلوكيات إيجابية لدى الطفل.
– تمكين الطفل من تقدير الذات وتقبل الاختلاف.
– تنمية التفكير الناقد لديه.
– بناء روح الفريق وتفعيل التعليم التعاوني.
– تحفيز العاملين على استثمار الموارد التعليمية الموجودة بطاقتها القصوى وتمكينهم من خلق موارد جديدة باستمرار.
نجاحات " مؤسسة رنين " تضيء دروب الشباب في مضمار الريادة الإجتماعية ظهرت أولا على %%
هاشتاق عربي - التقنية بعيون عربية%%.
المصدر هاشتاق عربي
0 التعليقات:
إرسال تعليق