الخميس، 31 ديسمبر 2015

البنك العربي ومركز تطوير الأعمال يتعاونان لتحسين فرص الشباب الاقتصادية

entrepreneur-10

هاشتاق عربي – إبراهيم المبيضين
في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعانيها الأردنيون من شرائح مختلفة؛ خصوصا ذوي الدخل المحدود، ومع استمرار التأثيرات السلبية لظاهرتي البطالة والفقر على المجتمع، تظهر جلياً أهمية برامج المسؤولية الاجتماعية لشركات القطاع الخاص التي تنفذها منفردة أو بالشراكة مع القطاع العام، خصوصاً أن هذا المفهوم نشأ أصلا لملامسة وتغطية احتياجات المجتمعات المحلية، ومشاركة الشركات لهموم الناس ومشاكلهم.
وعلى الشركات أن لا تتبنّى برامج المسؤولية الاجتماعية للمجتمع وكأنها عبء عليها، بل يجب أن تنظر إليها كواجب يمليه عليها واجبها في المساهمة في التنمية الاقتصادية وكشكل من أشكال ردّ الجميل للمجتمع الذي أسهم في تطور أعمالها وتشكيل أرباحها.
ومن جهة أخرى، يجب أن تركّز شركات القطاع الخاص بمختلف أطيافها على المبادرات والمشاريع التي تحدث تأثيراً طويل المدى في المجتمع أو حياة الفرد الاجتماعية والاقتصادية، فليس أفضل من أن تمس برامج المسؤولية الاجتماعية قضايا البطالة والفقر والمساعدة على تحويل المشاريع الريادية الى إنتاجية، فضلاً عن أهميتها في دخولها قطاعات التعليم والصحة وتوفير المسكن.
"الغد" تحاول في زاوية جديدة أن تتناول حالات لبرامج، أو تعدّ تقارير إخبارية ومقابلات تتضمّن المفاهيم الحقيقية للمسؤولية الاجتماعية لشركات من قطاعات اقتصادية مختلفة تعمل في السوق المحلية.

سعيا من الشباب للبحث عن ذاتهم، وتحقيق طموحاتهم وتطوير واقعهم الاقتصادي والاجتماعي بعيدا عن التعليم التقليدي وحلم الوظيفة التقليدية، برزت خلال آخر خمس سنوات توجهات شبابية تتمثل في الاقبال الكبير على ريادة الأعمال وتأسيس المشاريع الخاصة، ساعد على ذلك بروز مؤسسات وصناديق تعنى بدعم هذا المفهوم في المملكة.
ويأتي ذلك مع استمرار الفجوة المتراكمة منذ سنوات بين مخرجات التعليم العالي ومتطلبات سوق العمل، والتي أسهمت كثيرا في تعمّق معضلة البطالة في المملكة، والتي تقول الأرقام الرسمية بانها سجلت في الربع الثالث من العام الحالي 13.8 %: 11.1 % للذكور، مقابل 25.1 % للإناث.
وتؤشر دراسات متعدّدة عربية واقليمية إلى توسع مفاهيم ريادة الأعمال في المملكة، ما يستدعي دعما من مؤسسات القطاع الخاص ومؤسسات المجتمع المدني وحاضنات الأعمال والمراكز المتخصصة في دعم ريادة الأعمال، فقد اظهر استطلاع للرأي قام به موقع التوظيف المعروف " بيت دوت كوم" ونشرت نتائجه العام الحالي بأنّ 66 % من المجيبين في الأردن يفضّلون خوض تجربة ريادة الأعمال، وهذا يؤكد أهمية دعم توجهات الشباب في تأسيس أعمالهم وفي مجال مساعدتهم على التوسع والنمو.
في دراسة اخرى لمؤسسة " ومضة" – المعنية بريادة الأعمال- نشرت في شهر أيلول (سبتمبر) الماضي ظهر بان أكثر من 60 % من المنظمات الداعمة للشركات الناشئة تتواجد في مصر والأردن ولبنان والإمارات، ما يدلل على مكانة واهتمام الأردن بريادة الأعمال، كما اشارت هذه الدراسة إلى ان أبرز التحديات التي تواجه رياديي الأعمال في توسيع أعمالهم هي : المقدرة على توليد الإيرادات، التسويق، والحصول على استثمارات، وايجاد العملاء.
ويرى الخبير في مضمار ريادة الأعمال عبد المجيد شملاوي، بان الشباب الأردني يبحث اليوم عن حلول ناجعة لمواجهة قلة الوظائف في القطاعين العام والخاص، او لتحقيق طموحاتهم وآمالهم في تأسيس مشاريع خاصة، أو لتطوير أفكار يرون فيها فرصا كبيرة لتحسين واقعهم الاقتصادي والاجتماعي. وقال شملاوي إن شركات القطاع الخاص بدأت تدخل موضوع دعم ريادة الأعمال أو تطوير مهارات الشباب في استراتيجياتها للمسؤولية الاجتماعية منذ سنوات، لدرجة ان بعضها تخصصت كثيرا في هذا المجال ضمن ما يسمى بالمسؤولية الاجتماعية تجاه ريادة الأعمال، وذلك لما لهذا المحور من أهمية في معالجة ظاهرة البطالة وتطبيق مفهوم الاستدامة لتحسين الواقع الاقتصادي والاجتماعي للمجتمعات كون المشاريع الريادية والصغيرة هي الأكثر مساهمة في التوظيف اليوم.
من بين مؤسسات القطاع – التي تنبهت لمحور ريادة الأعمال وتطوير مهارات الشباب وقدراتهم لدخول سوق العمل- " البنك العربي" الذي أكد مؤخرا التزامه بدعم الجهود الرامية إلى بناء قدرات الشباب وتنمية روح الريادة والابتكار لديهم ضمن برنامجه للمسؤولية الاجتماعية تجاه هذه الشريحة المهمة من مجتمعنا والتي تمثل مستقبل الوطن وأمله.
وفي اطار هذا الاهتمام قام "البنك العربي" بعقد اتفاقية تعاون استراتيجية مع مركز تطوير الأعمال (BDC)، تتضمّن رعاية البنك ودعمه لسلسلة نشاطات برامج المركز في محافظة الطفيلة، خلال العام الحالي 2015.
ووفقا للاتفاقية يعمل " البنك العربي" على دعم برنامج مهارات ونشاطاته في محافظة الطفيلة حيث استفاد حتى الآن أكثر من 350 طالبا وطالبة من محافظة الطفيلة من هذا التعاون التحقوا بورشات عمل "مهارات" التدريبية لجسر الفجوة بين المرحلة الأكاديمية والعمل، وورش عمل "مهارات" لتطوير مفاهيم الريادة الشبابية ومبادرة "مين غير" التي تهدف لإعطاء الدافع للرواد الأردنيين الشباب للمضي بمشروعاتهم الخاصة، ومنحهم نظرة واضحة عن الشراكة الحقيقية بين قطاع التعليم والجهات الداعمة للمشاريع الصغيرة والمتوسطة؛ لتوفير بيئة أعمال داعمة للرواد الشباب وإبراز الرواد الشباب من مختلف المحافظات الذين لم يسلط الضوء على ابداعاتهم وأعمالهم الريادية.
وبموجب هذه الشراكة، نظم مركز تطوير الأعمال سلسلة من الفعاليات والنشاطات التي ستخدم طلبة الخريجين من محافظة الطفيلة، وجامعة الطفيلة التقنية، وأفراد المجتمع الشباب من الجنسين، تحت مظلة مبادرات وبرامج المركز الرئيسية وهي: مبادرة "مهارات" لتدريب وتوظيف، وبرنامج الريادة التكنولوجية.
ورش عمل "مهارات" التدريبية لجسر الفجوة بين المرحلة الأكاديمية والعمل، وورش عمل "مهارات" لتطوير مفاهيم الريادة الشبابية، والفعالية الإرشادية والتوجيهية "مين غير"'، والمعسكر التدريبي للريادة، وأسبوع تمكين الشباب، والندوات التوعوية الموجهة لأفراد الأسرة حول تمكين المرأة والمشاركة الشبابية في التنمية الاقتصادية، فضلاً عن المعارض الوظيفية وغيرها.
ويؤكد " البنك العربي" بان اهتمامه بموضوع ريادة الأعمال ودعم الشركات الناشئة ضمن توجهات البنك في مجال الاستدامة والتعاون المجتمعي لدعم قطاع الشباب، حيث تشكل ريادة الأعمال أحد الحلول الناجعة في التعامل مع مشكلتي الفقر والبطالة من خلال توظيفها لإمكانات الشباب وطاقاتهم وابداعاتهم لخلق فرص عمل مستدامة وذات قيمة مضافة. وقال نائب رئيس أول – مدير إدارة " البراندنج" في البنك العربي طارق الحاج حسن: " ان تعاون البنك مع مركز تطوير الأعمال يأتي انطلاقاً من إيمانه بأهمية بناء قدرات الشباب من الطلبة والخريجين الجدد في المحافظات لتطوير مهاراتهم بالشكل الذي يعزّز من فرصهم لدخول سوق العمل".
وأكّد أهمية هذا التعاون مع المؤسسات المحلية المتخصصة في العمل المجتمعي والمعنية بالشباب والتعليم كمركز تطوير الأعمال، لافتا الى ان البنك سيواصل رعايته لمثل هذه البرامج التدريبية والمبادرات الهادفة ذات البعد التنموي والاجتماعي التي تصب في تنمية المجتمع وتطويره.
ومن جانبه قال الرئيس التنفيذي لمركز تطوير الأعمال نايف استيتية : " إن شراكتنا مع البنك العربي تأتي ضمن توجه المركز لإشراك الشركات الأردنية المتميزة والتي تهدف لخدمة المجتمع المحلي وخاصة بالمحافظات للمساهمة في العملية التنموية التي نقوم بها من خلال برامجنا المختلفة".
واكد أهمية الشراكة مع " العربي" لدعم الشباب في محافظات الطفيلة واعطاءهم الفرصة وتأهيلهم لسوق العمل وبالتالي تأهيلهم للحصول على وظائف من خلال تشبيكهم مع شركات القطاع الخاص أو مساعدتهم على فتح أعمالهم الخاصة وبالتالي يكونون جزءا مهما جداً من عمليات خلق الوظائف المستدامة في الأردن.
ومن جانبه يرى الناشط في مجال ريادة الأعمال ابراهيم فزع بان دعم شركات القطاع الخاص ومسؤوليتها الاجتماعية تجاه ريادة الأعمال تصب في تطبيق مفهوم الاستدامة وهي تعود بالفائدة على الشباب وتوفير فرص العمل وتحريك الاقتصاد بشكل عام.

المصدر : صحيفة الغد الأردنية

البنك العربي ومركز تطوير الأعمال يتعاونان لتحسين فرص الشباب الاقتصادية ظهرت أولا على %%
هاشتاق عربي - التقنية بعيون عربية%%.



المصدر هاشتاق عربي

المصدر

0 التعليقات:

إرسال تعليق