هاشتاق عربي
تكتسب الشبكات الاجتماعية وتطبيقات التراسل المُخصصة للأعمال شعبيةً مُتزايدة يوماً بعد آخر، وتُمثل للكثير من الشركات حلاً مثالياً لتجنب مشكلات البريد الإلكتروني، وتوفير وسيلة سلسة للاتصالات الداخلية بين موظفيها، ولذلك تلجأ إلى حلول منها شاتر وسليك ويامر، إضافة إلى منصات أقدم مثل فيسبوك.
وتتوقع شركة ماركتس آند ماركتس للأبحاث وصول قيمة سوق الشبكات الاجتماعية للأعمال، أو ما يُسمى البرمجيات الاجتماعية للمشروعات، إلى ثمانية مليارات دولار بحلول عام 2019، مُقارنةً مع خمسة مليارات دولار حالياً.
ولا يُعد استخدام الشركات لشبكات داخلية خاصة أمراً جديداً، إذ تعود بدايته إلى ما يقرب من 20 عاماً مضت، لكن في الآونة الأخيرة غيرت طبيعة التطبيقات المُلائمة للأجهزة المحمولة الكثير في هذا المجال، فضلاً عن اعتياد أغلب الموظفين على مواقع الإعلام الاجتماعي، وبالتالي صار من السهل على العاملين ألفة هذه الأدوات سريعاً في أماكن العمل.
فيس بوك في العمل
وفي كانون ثاني الماضي، كشف موقع فيسبوك عن خدمته فيسبوك في العمل، وأطلق أخيراً تطبيق ورك شات ما يُعد بمثابة نسخة مُخصصة للأعمال من تطبيقه ماسنجر. وبذلك يتضح طموح فيسبوك الذي يحتل المرتبة الأولى بين مواقع الإعلام الاجتماعي، ويصل عدد مستخدميه إلى 1.5 مليار شخص، إلى تبوؤ منزلة مُماثلة في مجال الشبكات الاجتماعية المُخصصة للشركات.
وتستخدم خدمة فيسبوك في العمل 300 شركة تتفاوت نطاقات أعمالها، منها هاينكن ولاجردير وهوتسوت. لكن النجاح الأكبر لهذه الخدمة حتى الآن جاء من خلال إعلان مصرف رويال بنك أوف سكوتلاند في نهاية تشرين الاول الماضي عن عزمه إتاحة فيسبوك في العمل لجميع موظفيه الذين يبلغ عددهم 100 ألف موظف خلال العام المُقبل.
وجاءت خطوة رويال بنك أوف سكوتلاند بعد إتمامه برنامج تجريبي ناجح، إذ أرجع مدير التصميم في المصرف، كيفن هانلي، هذا الاختيار إلى تسهيل خدمة فيسبوك في العمل التعاون بين الوحدات المُختلفة، معتبراً الخدمة مكوناً رئيساً في سبيل ثقافة أكثر شفافية وتشاركاً وتعاوناً.
وبطبيعة الحال، يتفق مع هذا الرأي مُدير الشراكات العالمية في فيسبوك، جوليان كودورنيو، الذي قال إن فيسبوك في العمل يُمثل ما هو أكثر من مجرد وسيلة للتواصل، ويُعد أداةً لدفع الإنتاجية، وأضاف كودورنيو: نعتقد أساساً أن مكان عمل مُتصل يُساوي مكان عمل أكثر إنتاجية، لافتاً إلى طموح فيسبوك في ربط ثلاثة مليارات موظف حول العالم، وقال: نمنح كل شخص صوتاً.
وفسر هانلي نجاح تجربة فيسبوك في العمل في رويال بنك أوف سكوتلاند إلى اعتياد الموظفين مُسبقاً على خصائصها التي تُشبه سمات موقع فيسبوك للأغراض الشخصية، ما وفر الحاجة إلى فترة تدريب أو منحنى للتعليم، وبالتالي فاقت معدلات الاستخدام المحاولات السابقة لتنفيذ أمر مُماثل.
بديل فعال
ومن بين أكثر الأسباب التي تدفع الشركات إلى تجربة وسائل جديدة للاتصالات بين موظفيها، رغبتها في التوصل إلى بديل فعّال لطوفان رسائل البريد الإلكتروني، إذ اعتمدت شركة سيج لبرمجيات المحاسبة، في نيسان الماضي، مثلاً، بوابة شاتر للتراسل الداخلي.
وقالت المديرة المسؤولة عن الموارد البشرية في الشركة، ساندرا كامبوبيانو، إن 900 موضوع يُناقشها موظفو الشركة انتقلت من البريد الإلكتروني إلى رسائل مختصرة أو مجموعات ومنتديات مفتوحة وتفاعلية.
وأضافت: نرغب في أن يستخدم موظفونا القنوات التي يشعرون أنها طبيعية بالنسبة إليهم، وتُساعدهم على التعاون، معتبرة أن الجانب الاجتماعي يُمثل أحد الخيارات، لاسيما في شركة يرتبط عملها بالتكنولوجيا ويتخصص الكثير من موظفيها في الأدوات الرقمية.
ويرى مُؤسس شركة إنتربرايس استراتيجيز للاتصالات بين الشركات، أندي جانكوسكي، أن قيمة الشبكات الاجتماعية الجديدة في أماكن العمل تكمن في قدرتها على جعل الاتصالات أكثر طبيعية واعتماداً على الحوارات.
وقال جانكوسكي:تسمح للموظفين بالتعليق وطرح أسئلة توضيحية أو مُشاركة خبرات لدعم الرسائل التي يتبادلونها، مشيراً إلى أن التواصل من خلال شبكة اجتماعية داخلية يُتيح الاقتراب من طبيعة العمل في المؤسسات ونبضها الحقيقي.
البريد الإلكتروني
ويُثير رواج هذه الأدوات تساؤلاً حول تأثيرها في البريد الإلكتروني، وما إذا كانت ستقود إلى نهاية استخدامه في بيئات العمل مثل مصير غيره من التقنيات.
ويرى منتقدو البريد الإلكتروني أنه أساساً وسيلة اتصال من طرف واحد، ولا يُمكن للمُرسل معرفة ما إذا كانت محتويات الرسالة مهمة ومفهومة للطرف الآخر، كما يُهدر المُتلقي وقتاً في فحص رسائل البريد الإلكتروني واستبعاد غير المهم منها.
وقال جانكوسكي:يُعد العبء الزائد من البريد الإلكتروني ظاهرة شائعة في الكثير من الشركات، وتُؤدي إلى عجز الموظفين عن قراءة جميع ما يتلقونه. ويرى أن ذلك يقود إلى انعزال بعض الموظفين عن مجموعة العمل بسبب رسائل لم يطلعوا عليها.
ويعتقد المدافعون عن الشبكات الاجتماعية وتطبيقات التراسل في بيئة العمل، أنها تُتيح للموظفين الانضمام إلى المحادثات أو الانسحاب منها، ما يجعلها وسيلة سريعة ومرئية لمُشاركة المعلومات وحل المشكلات.
وبينما يعتقد جانكوسكي أن البريد الإلكتروني لايزال السبيل الأفضل للتواصل مع شخصٍ واحد أو مجموعة قليلة العدد، فإنه يتفق مع الرأي القائل إن نهاية استخدام البريد الإلكتروني لنشر الرسائل لجميع موظفي الشركة ربما باتت وشيكة.
وقالت كامبوبيانو: ربما نشهد نهاية البريد الإلكتروني في نهاية المطاف مثلما حدث للفاكس.
وفي الوقت نفسه، يبدو التواصل بين الموظفين عبر الشبكات الاجتماعية الداخلية مضيعة للوقت؛ نظراً إلى العدد الكبير من تنبيهات الرسائل الجديدة وتحديثات المحادثات التي سيتلقاها كل منهم، وبالتالي قد تصير أكثر تشتيتاً للانتباه، وتقود إلى تراجع مُعدل الإنتاجية بدلًا من زيادته.
ويرى كل من كيفن هانلي من رويال بنك أوف سكوتلاند وساندرا كامبوبيانو من شركة سيج أن العكس هو الصحيح، إذ تُوفر قدرة الموظفين على الانسحاب من المحادثات الجارية غير المتصلة بعملهم المزيد من الوقت. بدوره، قال جوليان كودورنيو من شركة فيسبوك إن الموظفين يستخدمون فيسبوك في العمل لما يصل إلى 50 مرة في اليوم، وجميعها يرتبط بالعمل. وفضلاً عن ارتباط المحادثات بين الموظفين بالعمل، يعتقد جانكوسكي أن البيانات التي تجمعها الشبكات الاجتماعية الداخلية في الأعمال قد تُفيد سير العمل، وضرب مثلاً باستخدام تحليلات الشبكات الاجتماعية لاتخاذ قرارات التسويق، وتساءل: ماذا لو استطعنا الاستفادة من القدرات العقلية الجماعية للموظفين لاتخاذ قرارات أفضل في الأعمال استناداً إلى المحادثات والأفكار التي يتم تبادلها عبر شبكتنا الاجتماعية الداخلية؟.
لكن الحديث عن ميزات التواصل في أماكن العمل، عبر تطبيقات التراسل والشبكات الاجتماعية، لا ينفي المخاوف الأمنية التي قد تدفع الكثير من الشركات للتفكير كثيراً قبل تحولها إلى هذه الأدوات، وستحتاج للبحث في كيفية احتفاظ الشركات المُوفرة للشبكات الاجتماعية للمشروعات، للبيانات الحساسة التي قد تتضمنها المحادثات، والتأكد من تدابيرها الأمنية، وهو أمر لايزال بحاجة إلى الكثير من النقاش.
المصدر : الامارات اليوم
شركات تتجه إلى الشبكات الاجتماعية الداخلية بديلاً عن الايميل ظهرت أولا على %%
هاشتاق عربي - التقنية بعيون عربية%%.
المصدر هاشتاق عربي
0 التعليقات:
إرسال تعليق