هاشتاق عربي – إبراهيم المبيضين
" ما ظل إلا ( اللايك ) في الفيسبوك يحطوا عليه رسوم "، بهذه العبارة الساخرة البعيدة عن الواقع كان يعبّر أحد اصدقائي يوم أمس عن الإشاعات التي تدور في سوق الاتصالات المحلية منذ أسابيع حول نية الحكومة فرض رسوم على إستخدام تطبيقات التراسل الفوري وتطبيقات المكالمات المجانية من امثال " واتساب" و " فايبر" و " سكايب" وغيرها ، وهي الاشاعة التي نفتهاالحكومة مرارا من خلال هيئة تنظيم قطاع الاتصالات.
عبارة صديقي الساخرة دفعتني أمس لإكمال السيناريو،…..، فرجعت لاحد تقاريري الصحافية- التي نشرت في صحيفتي الام " الغد" في العام 2013 – حيث تحدث وقتها التقرير بان الاردنيون يضغطون على زر الاعجاب " اللايك" 25 مليون مرة يوميا،…..، ولو سمحت الظروف الفنية والقانونية للحكومة بفرض قرش واحد رسما على كل " لايك" أردني ، لجنت الحكومة وقتها بكل بساطة ربع مليون دينار في كل يوم، وهذه الارقام من المؤكد انها ستتضاعف على حسابات مستخدمي الفيسبوك من الاردنيين العام الحالي، وما ينتجوه يوميا من اللايكات،….. قد يصل الرقم بكل بساطة الى مليون دينار يوميا…!!
" هذه الحسبة المجنونة" بعيدة كل البعد عن الواقع، لكنها تلخّص نظرة صديقي- الموظف الحكومي البسيط – وقناعته، كما انها تلخص نظرة غالبية الاردنيين وقناعاتهم بان توجهات الحكومة دائما – اذا ما اردات ايرادا سريعا – ستصب فورا في " جيب المواطن"، وتركز على " الصيد السهل الثمين" المتمثل دائما بقطاع الاتصالات صاحب الماكينة المتحركة دائما، ….. فالاستخدام متواصل، والصرف متواصل، والانتشار متزايد، ولذا نجد بان قطاع الاتصالات الخلوية الاردني يعتلي سدة الترتيب عربيا في اعلى ضريبة على الخدمة الخلوية بحوالي 44% من فاتورة الخلوي للاردنيين.
ويؤكد العاملون في قطاع الاتصالات في حساباتهم بان الحكومة تجني 61 قرشا من كل دينار يصرف اليوم في قطاع الاتصالات، وذلك من اجمالي ضرائب ورسوم مفروضة على استخدام المواطن او ضرائب مفروضة على الشركات ( ضريبة مبيعات، ضريبة خاصة، ضريبة دخل على الشركات، مشاركة بعوائد الشركات، رسوم ترددات سنوية، …)، وهم يعتقدون بان هذا القطاع قد انهك تماما بالضرائب والرسوم ولم يعد يتحمل المزيد منها لا سيما مع ارقام رسمية تظهر تراجعا في صافي ارباح الشركات في اول تسعة شهور من العام الحالي وبنسبة بلغت 26%.
ان قطاع الاتصالات اليوم بحاجة لبدائل تعوض مل لحق به من خسائر نتيجة قرارات حكومية وضرائب ومنافسة شديدة ونتيجة لتوسع استخدام تطبيقات التراسل، ولكن يجب بحث خيارات وقرارات بعيدة عن المواطن الذي لم يعد يتحمل ايو ضرائب و رسوم ايضا.
ان فكرة قرار يفرض رسوماً على اي من تطبيقات التراسل الفوري – التراسل النصي، او المكالمات الصوتية المجانية هي فكرة "قرار غير شعبي" على الاطلاق، وانا اقف ضده كما يقف ضده معظم الاردنيون،…….، فنحن ندفع ثمنا لحزمة الانترنت التي نستخدم من خلالها هذه التطبيقات التي غزت كل اسواق الاتصالات حول العالم والحقت خسائر بكل مشغلي الخلوي حول العالم، فلماذا يجري التفكير في فرض رسوم او تنظيم استخدام هذه التطبيقات اليوم وبعد خمس سنوات من الاستخدام والاعتماد عليها في التواصل الاجتماعي ولانجاز الاعمال؟ وهل يتحمّل المواطن مزيدا من الضرائب والرسوم على خدمة لاصبحت من اساسيات الحياة اليومية بعدما اثقل كاهله برسوم وضرائب وارتفاعات في اسعار المحروقات، النقل، الكهرباء، المياه، التعليم، والقائمة تطول……
هيئة الاتصالات تؤكد ان ما تقوم به ما هو لا دراسة لاثر تطبيقات التراسل على سوق الاتصالات يهدف للخروج بإطار تنظيمي يراعي مصالح وحقوق جميع الأطراف ذات الصلة، من خلال حماية مصالح المستفيدين وحماية مصالح الشركات ومصالح الحكومة وفق المرجعيات القانونية وبما لا يتعارض مع الالتزامات الدولية في هذا المجال، وان هذا الاطار التنظيمي ليس بالضرورة ان يتضمن فرضا لرسوم على الخدمة.
سؤال اخر برسم الاجابة : هل تحاول الحكومة اليوم تعويض شركات الاتصالات من قرارات سابقة اتخذتها بحق القطاع والشركات مثل رفع اسعار الكهرباء على الاتصالات بنسبة 150%، ومضاعفة الضريبة الخاصة على الخدمة الخلوية الى 24%، ومضاعفة الضريبة على الاجهزة الخلوية الى 16%، وخصوصا ان مثل هذه القرارات الى جانب اثار المنافسة السلبية على القطاع قد خفضت ارباح القطاع بنسبة وصلت العام الحالي الى 28%.
بحسب المعلومات الواردة من الهيئة فدراستها وما سيتمخض عنها من قرارات لن يتضمن فرض رسوم، ولكنه سيعالج اختلالا في تواجد هذه الخدمات من شركات غير مرخصة في السوق المحلية باتت تستنزف ايرادات بالملايين من شركات الاتصالات وخزينة الدولة.
بيد ان توقعاتي بان الهيئة ان لم تقر رسوما بشكل صريح على استخدام هذه التطبيقات فانني اعتقد بانها ستوكل ستفتح الباب وتوكل هذه المهمة للشركات لتدخلها في حساب حزمة الانترنت التي يحصل عليها المشترك.
هل يفرضون رسماً على الـ " Like " …….!!!!!! ظهرت أولا على %%
هاشتاق عربي - التقنية بعيون عربية%%.
المصدر هاشتاق عربي
0 التعليقات:
إرسال تعليق