الأربعاء، 1 يوليو 2015

رحل مبتكر الـ SMS

إبراهيم عبدالله المبيضين

هاشتاق عربي – إبراهيم عبدالله المبيضين

وسط ما تشهده خدمة الرسائل النصية القصيرة “ SMS”  من تراجع وانخفاض في الإستخدام في جميع اسواق الاتصالات حول العالم، نتيجة الهجمة الشرسة والتوسع اللامحدود لإستخدام تطبيقات التراسل الفوري “OTT” من أمثال ” واتساب” و ” فايبر”، طالعتنا التقارير الاخبارية العالمية مساء يوم امس بخبر وفاة ” ابي الرسائل النصية القصيرة” و ” مبتكرها” الفنلندي “ماتي ماكونين” بعد صراع مع المرض.

 

فقبل 23 عاما، كان “ماكونين ” يرسل اول رسالة نصية قصيرة من جهاز حاسوب الى جهاز هاتف متنقل عبر شبكة ” فودافون” في بريطانيا ،وحملت الكلمات التالية ” عيد ميلاد سعيد”، ليفجّر وقتها ثورة في عالم الاتصالات المتنقلة باختراع تقنية التراسل النصي والتي ساعدت شركة ” نوكيا” منذ العام 1992 في توسعها وانتشارها لتصبح علامة مميزة في ثورة الهواتف المتنقلة، لدرجة ان تريليونات من المسجات ترسل وتستقبل في كل سنة حول العالم.

 

لقد صنع “ماكونين” ايقونة مميزة في عالم الاتصالات بابتكاره خدمة الرسائل النصية القصيرة، والتي لا تزال حاضرة رغم ثورة الهواتف الذكية وانتشار تطبيقات التراسل الفوري، ورحيله يسلّط الضوء على اهمية الخدمة ، كما يسلّط الضوء على شخص هذا المبتكر ورياديته في ابتكار هذه الخدمة التي قال في تصريحات سابقة بان ” موثوقيتها” و ” ملائمتها” هي اهم اسباب نجاحها.

 

في ابتكاره للرسائل النصية القصيرة يضرب ماكونين مثلا للرياديين، في ان ” بساطة” و ” ملائمة” الخدمة هي صفات لا بد من توافرها في المشروع الريادي حتى ينجح ويصل الى العالمية، فملائمة الرسائل القصيرة للتراسل بين جميع مستخدمي الهواتف المتنقلة ، وتسهيلها لحياتهم الاجتماعية والعملية كانت سببا اساسيا في نجاحها.

 

ورغم توسع وانتشار تطبيقات التراسل مثل ” واتساب” و ” فايبر” ، الا ان ماكونين توقع – في حوار اجرته معه ” بي بي سي” في العام 2012 – ان تظل الرسائل النصية حولنا الى الابد ، ليس بالضرورة بشكلها الذي تعودنا عليه كرسائل نصية قصيرة، كما انها لن تبقى خدمة مدفوعة كما تعودنا عليها في السابق.

 

بلغة الارقام – وبحسب الاحصاءات المتوافرة – جرى تداول اكثر من 8 تريليونات رسالة نصية قصيرة في العام 2011 ما يعني ان ههذ الخدمة ما تزال حاضرة.

 

وفي قصة ابتكاره لـ SMS يضرب “ماكونين” درساً للرياديين بالعمل على الفكرة طويلا حتى تكتمل وتنضج، فاي فكرة تحتاج الى وقت حتى ترى النور كما انها تحتاج الى معاونة ونصائح الاخرين حتى تنجح، ففكرة الرسائل القصيرة لدى ماكونين تكونت واكتملت في ثمان سنوات قبل ارسال اول رسالة نصية قصيرة بنجاح.

 

كذلك تسلط قصة نجاح هذه الخدمة، الى اهمية التمويل وايمان المستثمر بفكرة الريادي حتى تخرج الفكرة الى حيز الوجود او حتى تتوسع، فكثيرا ما كان ماكونين يرجع الفضل الى شركة ” نوكيا” في نجاح ابتكاره عندما ساهمت الشركة الفنلندية في تمويل فكرته وتبنيها، عندما كان يبحث عن  عن ممول، فقد إقتنعت الشركة التقنية بفكرته ومولتها، وكان هاتف “نوكيا 2010″ أول الهواتف التي اتاحت  تلك الخاصية عام 1994.

 

رحل ” ماكونين” يوم امس عن عمر يناهز الـ 63 عاما وقد شهد ثورة الانترنت والهواتف المتنقلة بخدماتها المختلفة بما فيها خدمة الرسائل النصية القصيرة، كما شهد الصعود الكبير والانتشار الواسع لفكرته التي خدمت مليارات المستخدمين حول العالم، كما شهد ثورة الهواتف الذكية على ما احدثته من تاثيرات سلبية على فكرته.

 

أظنه رحل سعيدا بانجازه وقصة رياديته التي بدات بفكرة بسيطة وصلت الى العالمية باصرار وقناعة وتعاون مع الاخرين بعيدا عن العمل المنفرد.

 

رحل مبتكر الـ SMS ظهرت أولا على %%
هاشتاق عربي - التقنية بعيون عربية%%.



المصدر هاشتاق عربي

المصدر

0 التعليقات:

إرسال تعليق