في العام الماضي أقامت أبل مؤتمرها السنوي في الشهر التاسع من 2014 في قاعة مؤتمرات في كوبيرتينو، وكما توقعنا، فقد أعلنت عن منتجها الجديد “أكثر منتج شخصي” – ساعة أبل. ثم صدرت الساعة نهاية أبريل وصدمت أبل عشاقها بنقص المخزون مما جعل البعض يتساءل… هل أعلنت أبل عن ساعتها مبكرًا ؟!
بعد توفر الساعة للبيع فوجئ عشاق أبل بالمخزون ينفذ وهو أمر معتاد وليس صادم للوهلة الأولى؛ لكن مع الأيام حدث شيء غريب على أبل؛ الشركة لديها مشكلة حقيقية في تصنيع الساعة وتخبط غريب جعل مسئوليها لا يعرفون متى ستتوفر في الأسواق ومتى ستتاح في دول جديدة وهو ما جعل تيم كوك المدير التنفيذي للشركة أن يتحدث بكلمة “نأمل” أن تتوفر في شهر كذا. وكأن شركة ضخمة مثل أبل تدار بالأمنيات.
راجع مقال ساعة أبل في الميزان والذي نشرناه بالتزامن مع مرور شهر على توفر الساعة
الإعلان أولاً ثم التخطيط
أبل عندما أعلنت عن هذا المنتج الجديد، لم تكن جاهزه بما فيه الكفايه، فقد كانت تقوم بتدريب موظفي محلات البيع بالتجزئة فعند الكشف عن الساعة لم يكن موظفي فروع أبل يعلمون أي شيء عنها فعلياً وهذا منطقي لحماية السرية… لكن الغريب أنه التدريب تأخر حتى بداية العام طبقاً لتقارير وكأن أبل قد نسيت أن عليها تدريب موظفيها ولو على الرد على أسئلة العملاء. الأمر نفسه مع مطوري التطبيقات الذي انتظروا طويلاً حتى جعلتهم أبل يمتلكون أدوات تطوير الساعة. أي يمكننا القول أن الساعة لم تكن جاهزة نهائياً وقت الإعلان عنها، فلا أبل ذكرت المزايا ولا تدريب الموظفين كان قد تم تخطيط متى يبدأ ولا حتى أدوات المطورين جاهزة ولا أي شيء وكأن الشركة كانت تريد الإعلان لتحجز مكان في السوق.
التخبط في التخطيط يجعلنا نقول أن أبل استعجلت في الإعلان عن الساعة
السيطرة على السوق العالمي
خجلت أبل من مبيعات الساعة ولم تعلن عنها في تقرير الربع الثالث للعام المالي 2015، ولكن قمنا بتحليل الأرقام وقراءة ما بين السطور ووجدنا أن أبل باعت ما يقرب 2.8 مليون ساعة كرقم أقصى. هذا الرقم ضخم للغاية بالنسبة لسوق الساعات الذكية. نعم هو أقل بكثير من تحليلات الخبراء ودراسة الأسواق التي تحدثت عن توفر الأسواق تستطيع استيعاب (يتوفر طلب) يصل إلى 2-3 مليون ساعة شهرياً في حين وفرت الشركة هذا العدد في أكثر من شهرين ويتوقع الخبراء أن إجمالي ما تم بيعه يصل إلى 4 مليون ساعة. لكن هذا الرقم أزاح جميع المنافسين وأبل الآن تسيطر على 75% من السوق وتراجعت سامسونج لتصبح 7.5% وباقي الشركات معاً 17%.
أي باختصار أن خبراء ومحللي أبل وصلوا أن هذا الموعد هو المناسب لطرح الساعة وربما كان تقريرهم به عبارة “إذا طرحنا الآن ساعة “أي ساعة” فسوف تحصد السوق؛ فلنكسب السوق ثم يصبح لدينا وقت لنخطط لأفضل ساعة”… وقد كان فربحت أبل السوق. ويكفينا أن نذكر أن عائدات أبل من الساعة خلال الربع الماضي تفوق عائدات دولة مثل بلدي “مصر” من قناة السويس.
حصد أبل لسوق الساعات يجعلنا نقول أنها ليست مخطئة في قرار إنتاج الساعة في هذا التوقيت بل كان قرار صائب
هل السر هو “الجيل الأول”؟
هناك قاعدة وهى أن أفضل لمعرفة شيء هى تجربته. مهما خططت ودرست ففي النهاية التطبيق الفعلي يكون فيه مفاجئات… وبما أن هذا الجيل الأول من ساعة أبل فربما يكون لدى أبل حسابات خاصة. إنتاج ساعة ومئة وألف ساعة للاختبار في معامل أبل لن يمثل لفوكس كون مشكلة خاصة أنه يتم في معامل خاصة لكن إنتاج ملايين فهنا تظهر عقبات الإنتاج. وربما أرادت أبل الربح وحدها فمنعت المصانع من تقديم ملحقات معتمدة لساعتها ومع الوقت سيعلم الجميع كيف يصنع ملحقات فهنا وستظهر المقلدة وينتهي احتكارها فهنا تمنح الشركات ترخيص MFi. أو حتى أرادت تقليل الدفعة الأولى لأسباب مجهولة. الجيل الأول يظل غامضاً لا يخبرك بمستقبل فعلي وحتى لماذا لا تعمل الساعة مع الآي باد؟!!! نحن حتى لا نعلم هل ستحدث أبل الساعة سنوياً مثل الآي فون والآي باد أم كل عامين مثل iMac أم كل عدة أعوام مثل Mac Pro. أم تحدثها عندما تتذكرها مثل الآي بود وتلفازها ومنتجات الواي فاي.
بعد انتشار ساعة أبل عالمياً أخبرنا رأيك فيها وهل تتوقع أن تنجح أبل في الحفاظ على سوق ساعتها مستقبلاً؟
جميع الحقوق محفوظة ©آي-فون إسلام, 2015. | رابط الموضوع | التعليقات |
بطاقات: ساعة أبل
هذا المقال هل أعلنت أبل عن ساعتها مبكرًا؟ ظهر اولاً في آي-فون إسلام.
المصدر آي-فون إسلام
0 التعليقات:
إرسال تعليق