هاشتاق عربي – إبراهيم المبيضين
كان يعالج ويتعامل مع زحمة السير في عمان بإبتسامته العريضة وحركاته اليدوية الرشيقة الجميلة، متقنا عمله ومخلصا فيه حتى مع تقدمه في العمر ، ولكن برحيله عن عالمنا فجر يوم امس الثلاثاء، ترك أقدم وأشهر شرطي سير في المملكة الوكيل هزاع الذنيبات زحمة من نوع اخر : زحمة من الحزن على رحيله ، تزاحما في المديح والحب والامتنان لما كان يقوم به، وكيف كان مخلصا في عمله الشاق ، ……،
كل ذلك ظهر جليا في المنشورات التي عجت بها صفحات التواصل الاجتماعي في الاردن، والتي اكدت ان الانسان المميز في عمله اي كان نوعه فهو سيترك اثرا طيبا في النفوس وإلهاما للاخرين حتى يجتهدوا ويخلصوا في اعمالهم،…
حتى ان جلالة الملكة رانيا العبدالله نعت الوكيل الذنيبات على تويتر وقالت في تغريدة لها : " روحك المرحة والطيبة كانت تضفي حيوية مميزة على شوارع عمان.. رحمة الله على الشرطي النشمي هزاع الذنيبات".
لم ألتق يوما بشكل شخصية الوكيل هزاع الذنيبات – الذي فارق الحياة عن عمر يناهر الـ 74 عاما – ولكنني شاهدته من بعيد مرتين في شوارع عمان ، وانبهرت بقدرته الفائقة وتنظيمه لحركة السير، كما انني قرات وشاهدت يوم امس محبة الاردنيين له حتى اولئك الذين لم يلتقوه ابدا مرة ، الكل احب هزاع وأعجب باتقانه لعمله عمله، هو الاحسان في العمل الذي يترك ينجز العمل اي كان باكبر قدر من الفعالية والانتاجية واقل التكاليف، ويترك اثرا طيبا في النفوس.
اتحدث عن اليوم عن ريادي من نوع خاص، ليس من أصحاب رؤوس الامول، ولا هو بصاحب شركة ناشئة او صغيرة او كبرى، فقد تعودنا مؤخرا على ان نطلق لقب " ريادي" على كل من يبتكر فكرة جديدة وينشأ شركة من الصفر، ويوسع اعمالها، ……….
ولكن الفقيد الذنيبات يؤكد غير ذلك، فالريادة لا تقتصر على القطاع الخاص او على انشاء الشركات وتوسيعها، فالموظف الحكومي يمكن ان يكون ريادي، والمعلم، ورجل الدين، والصحافي، وشرطي السير ايضا.
رحيل اشهر شرطي سير في المملكة وتاثر الناس بفقدانه، يبعث برسالة الى كل ريادي اعمال اي كان قطاعه، ان واحدة من اهم صفات الريادي هي الاتقان والاخلاص في العمل والتأثير ايجابا في حياة الناس والهامهم.
رسالة اخرى في قصة بطلنا الراحل، تؤكد بان الريادة والتقان والاخلاص في العمل لا يحدها عمر، فالكثير يعتقد بان الريادة تقتصر على الشباب من اصحاب الافكار، ولكن ذلك ليس بفكرة صحيحة، فمهما بلغت من العمر يمكن ان تكون رياديا، فالفقيد الذنيبات التحق بالخدمة كشرطي سير في ستينيات القرن الماضي وتقاعد العام 1984، وبرغبة لديه في مواصلة العمل طلب الذنيبات اعادته للخدمة ليواصل مسيرة العطاء وكان له ما أراد في العام 2007.
هاشتاق عربي – رصد إبراهيم المبيضين
الاخلاص والاتقان سر نجاح للرياديين من كل الاطياف وكل القطاعات، وهو يعبر ع شخصية طموحة تريد ان تظهر ما لديها من مهارات ومواهب، ذلك ما كان يفعله هزاع، ولنا فيه درس كبير، فالاتقان والاخلاص اساس للنجاح ووصول الانسان بشكل عام ورياديي الاعمال بشكل خاص الى مرادهم.
المصدر هاشتاق عربي
0 التعليقات:
إرسال تعليق