الجمعة، 29 يوليو 2016

رهانات ” أبل ” بعيدة الأمد

هاشتاق عربي

المجموعة الأمريكية تشير إلى أهمية مشاريع تنمية سرية وجهود نحو الواقع الافتراضي، في الوقت الذي تضعف فيه مبيعات جهاز الآيفون. ومع التوقعات الغائمة على المدى القريب فيما يتعلّق بمجموعتها الأساسية لأجهزة الآيفون والآيباد، تيم كوك، الرئيس التنفيذي لشركة أبل، كان منفتحاً على غير المعتاد في مكالمة مع المحللين حول الفرص على المدى الطويل.

أبرز ما يُفكّر فيه كان غزوات أبل في مجال السيارات من خلال كاربلاي وغرفة المعيشة مع تلفزيون أبل، فضلاً عن الذكاء الاصطناعي و"الواقع المُعزّز" على غرار لعبة بوكيمون جو.

حتى الآن هذا العام، يُركّز المستثمرون بشكل محدود على نمو جهاز الآيفون – أو عدم النمو. بعد انخفاض مبيعات جهاز الآيفون بنسبة 16 في المائة في الربع الذي انتهى بشهر آذار (مارس) الماضي، نتائج الربع الثالث لـ"أبل" لم تُظهر سوى تحسّن معتدل، مع انخفاض المبيعات بنسبة 15 في المائة وإن كان في النهاية الأعلى لتوقعات المحللين.

على الرغم من التراجع المستمر في مُنتج أبل الأكثر أهمية، إلا أن المستثمرين رحبّوا بنتائج يوم الثلاثاء، ما أدى إلى ارتفاع أسهمها بنسبة 7 في المائة فوق المستوى الرمزي البالغ 100 دولار، لأن وول ستريت تأخذ وجهة نظر على المدى الطويل فيما يتعلّق بآفاق شركة صناعة جهاز الآيفون. ووصلت الأسهم إلى 103.25 دولار في التداولات بعد الإقفال.

توقعات الشركة للربع الرابع أشارت إلى أن التراجع في مبيعات جهاز الآيفون سوف تستمر، حيث إن المحللين في بايبر جافراي يُقدّرون أن اتجاه إجمالي الإيرادات في شركة أبل الذي يتراوح بين 45.5 مليار دولار و47.5 مليار دولار، يعني انخفاضاً سنة بعد سنة في أجهزة الآيفون بنسبة 6 إلى 10 في المائة.

وحيث إن التوقعات أقل من المعتاد بالنسبة للتقدّم التكنولوجي المرجح أن يتميّز به جهاز الآيفون التالي المُقرر إصداره في أيلول (سبتمبر) المقبل، يتوقّع كثير من المحللين القليل من النمو إلى عدم النمو بالنسبة للأرباع القليلة المُقبلة، أيضاً.

ربما كان من غير المستغرب أن كوك أراد التحدّث عن أفكاره الأخرى للمنتجات على سبيل التغيير.

وقالت كارولينا ميلانيسي، المحللة في كرييتف ستراتيجيز، الشركة الاستشارية في سليكون فالي، "عادةً ما يُركّزون على المدى القصير ولا يدخلون في أي نوع من التكهنات. هذه المرة كان الأمر مختلفاً. بشكل عام يبدو أنهم كانوا يقولون "دعونا نتحدث عن المستقبل، ولا نُفكّر كثيراً حول ما يحدث في الوقت الراهن".

الارتفاع في إنفاق شركة أبل على الأبحاث والتطوير أظهر أن نوبة كوك لعلم المستقبل لم تكُن مجرد كلام في كلام. حتى في الوقت الذي تتراجع فيه إيراداتها، زادت شركة أبل استثماراتها في مجال الأبحاث والتطوير بنسبة 26 في المائة إلى 2.6 مليار دولار في الربع. خلال الأشهر التسعة الأولى للعام المالي، إذ ارتفع الاستثمار في مجال الأبحاث والتطوير بنسبة 28 في المائة. حيث قال "هناك أمور لا بأس بها نقوم بها الآن إضافة إلى منتجاتنا الحالية".

الأكثر طموحاً من مشاريع التنمية السرية في أبل هو خطتها لبناء سيارة كهربائية. في حين أن كوك لم يُعلّق على طموحات شركة أبل في مجال السيارات، إلا أنه إشار إلى فئات منتجات جديدة خارج محفظتها الحالية.

والت بيسيك، المحلل في وكالة BTIG للأبحاث، ذكر أن إنفاق شركة أبل على الأبحاث والتطوير كنسبة من الإيرادات وصل إلى نسبة قياسية تبلغ 6 في المائة في الربع، مقارنة بـ 3.5 في المائة لعام 2015 و2.6 في المائة في عام 2013. وقال "عندما تتضاعف ميزانيتك السنوية للأبحاث والتطوير إلى 10 مليارات دولار خلال ثلاثة أعوام، يُفترض أن لديك بعض المشاريع الكبيرة التي تقوم بها".

خلال المكالمة الجماعية التي استمرت لمدة ساعة، قدّم كوك عدة إشارات لجهود التطوير في شركة أبل في مجال الذكاء الاصطناعي وتعلّم الآلة، التي تُحسّن المنتجات من مساعدها الافتراضي سيري إلى تطبيق الصور، حيث قال، "لقد ركّزنا جهودنا في مجال الذكاء الاصطناعي على الميزات التي تُعزّز تجربة الزبون بشكل أفضل".

كما أشار كوك أيضاً إلى طموحات أكبر في مجال التلفزيون. في أيلول (سبتمبر) الماضي، أطلقت أبل جهازا كان يعِد "بإحداث ثورة" في عالم التلفزيون من خلال الدمج بين متجر التطبيقات الخاص بها وجهاز تحكّم عن بُعد جديد فاخر.

على الرغم من الكلام المُنمّق، إلا أنه من غير الواضح مدى جودة بيع جهاز تلفزيون أبل الجديد. لقد تم دفنه جنباً إلى جنب مع ساعة أبل وجهاز الآيبود في خط "المنتجات الأخرى"، حيث انخفضت الإيرادات بنسبة 16 في المائة في الربع.

في مقابلة، لوكا مايستري، المدير المالي في شركة أبل، رفض القول ما إذا كانت المبيعات قد توسعت حتى في الربع الثالث.

إلا أن كوك قال إن هناك مزيدا سيأتي من أبل في غرفة المعيشة: "لا ينبغي عليكم النظر إلى ما يجري اليوم، بل التفكير في أننا فعلنا ما أردنا فعله"، من خلال وصف جهاز التلفزيون الحالي بأنه مجرد "أساس" لأشياء أكبر.

أحد مجالات التركيز جلب مزيد من المحتوى الأصلي والحصري إلى منصات أبل. في وقت سابق من يوم الثلاثاء، أعلنت أبل عن صفقة مع استديوهات تلفزيون سي بي إس لتأمين حقوق العرض الأولى لسلسلة جديدة من برنامج كاربول كاريوكي الشهير، المنفصل عن برنامج الحوار الأمريكي ذا ليت ليت شو مع جيمس كوردين، الذي عادةً ما يجذب عشرات الملايين من المشاهدين للحلقة على موقع يوتيوب. الرهانات على المدى الطويل الأكثر إثارة للاهتمام التي ذكرها كوك كانت الواقع المُعزّز – تكنولوجيا تضع طبقات الصور الرقمية فوق العالم الحقيقي. هذه المؤثرات يُمكن تحقيقها باستخدام سماعة مثل هولولينز من مايكروسوفت أو جهاز "الواقع المختلط" من الشركة الناشئة القائمة في فلوريدا، ماجيك ليب، أو ببساطة من خلال استخدام الكاميرا في الهاتف الذكي، كما هي الحال مع لعبة الهاتف الخلوي بوكيمون جو التي تتمتع بشعبية هائلة.

وقال كوك إن ظاهرة بوكيمون جو تُظهر أن "الواقع الافتراضي يُمكن أن يكون ضخما. لقد كنّا نستثمر ونواصل استثمار الكثير في هذا. نحن متحمّسون فيما يتعلّق بالواقع الافتراضي على المدى الطويل".

وفي حين أنه لم يظهر أي منتج للواقع المعزز بعد من مختبرات شركة أبل، كما أفادت صحيفة الفاينانشيال تايمز في وقت سابق من هذا العام. إلا أن أبل كانت تعمل على توظيف واكتساب خبراء كبار في مجال الواقع الافتراضي والمعزز.

تلك الجهود يمكن تتبلور على شكل جهاز آيفون مستقبلي أو سماعة على غرار هولولينس، في الوقت الذي يبدو فيه من المحتمل أيضا ظهور نوع من عرض اللوحة الأمامية العليا في سيارة أبل.

قال كوك إن الواقع المعزز يمكن أن تنتج عنه منتجات عظيمة و"فرصة تجارية كبيرة" على حد سواء، طالما أنه بإمكان تطبيقات المطورين الآخرين الاستفادة مما تنتجه وتطوره شركة أبل. ويقدر المحللون لدى شركة الوساطة المالية (نيدهام & كو) بأن شركة أبل يمكنها كسب أكثر من ثلاثة مليارات دولار كإيرادات، على مدى العامين المقبلين من لعبة (بوكيمون جو) لوحدها.

في الوقت الذي بدا فيه بأن التطلع إلى المستقبل أمر يثير اهتمام المستثمرين، حذرت السيدة ميلانيسي من أن شركة أبل يمكنها فقط أن تتجنب لفترة طويلة الأسئلة حول المبيعات الباهتة للساعة التي تنتجها، وانخفاض معدل أسعار مبيعات جهاز الآيفون والتحديات في الأسواق الأسرع نموا مثل الصين والهند.

وأضافت: "يمكنك إطلاق تعبيرات عامة لفصل واحد"، لكن حتى تبقى الأسهم أعلى من 100 دولار، "هذا ليس ذلك النوع من الدعوات التي سيحصلون عليها في كل فصل. من المؤكد أن الأمور لن تمر بسهولة".

المصدر : الاقتصادية



المصدر هاشتاق عربي

المصدر

0 التعليقات:

إرسال تعليق