الأحد، 31 يناير 2016

“تكنولوجيا المعلومات” فرصة ذهبية لتفوق الأردن وتحويله لمركز إقليمي

هاشتاق عربي -إبراهيم المبيضين

يعمل القائمون على قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات على قدم وساق لصياغة مبادرة جديدة تعنى بتطوير القطاع وتسعى لوضع اهداف عامة وخطط تنفيذية ترمي إلى تحويل المملكة إلى مركز اقليمي للقطاع على مستوى المنطقة إذ من المتوقع ان يجري اطلاق هذه المبادرة التي ستحمل اسم " ريتش 2025″ خلال شهر أيار( مايو) المقبل.
لقد بدأ العمل على مبادرة "ريتش 2025″ خلال الربع الأخير من العام الماضي، ترجمة للمبادرة الملكية السامية التي وجهت القائمين على القطاع ( وزارة الاتصالات، جمعية انتاج ، والمعنيين في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات) لتطوير خطة عمل تضمن النهوض مجدداً بتكنولوجيا في المملكة، والوصول بالأردن ليصبح مركزا إقليميا للقطاع، وذلك ضمن المحاور التالية : الوصول للتمويل (قروض واستثمارات)، تطوير الصادرات، تطوير الموارد البشرية، تطوير الطلب الداخلي لخدمات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والبيئة الداعمة.
إنّ العمل على هذه المبادرة جاء بناء على توجيهات الملك عبدالله الثاني لمواصلة العمل على تحفيز القطاع، وزيادة فاعليته خلال المرحلة المقبلة وصولا بالمملكة لتكون مركزا إقليميا للقطاع، وللبناء على ما جرى إنجازه خلال السنوات الـ 15 الماضية، اذ يؤكد خبراء في " الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات" بأن إيمان القيادة بهذا القطاع ودعمها ومتابعتها الكبيرة له اسهمت كثيرا في تطويره ومواكبته لاحدث تطوراته وتوجهاته العالمية، لا سيما مع اعتماده على الموارد البشرية المؤهلة التي تتميز بها المملكة.
وأكدت وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات مؤخرا على أهمية دعم القيادة وايمانها بهذا القطاع والاهتمام الكبير به في عهد الملك عبدالله الثاني الذي اسس لهذا القطاع منذ توليه سلطاته الدستورية بمبادرة تطوير القطاع التي وجّه لها قبل 15 عاما، حيث يعتبر هذا الدعم من القيادة عاملا اساسيا في تطوير القطاع وزيادة مساهمته في الاقتصاد والتوظيف.
وقالت الوزارة إن "قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات قد لاقى اهتماما كبيرا من الملك عبدالله الثاني منذ توليه سلطاته الدستورية اذ يؤكد جلالته على الدوام أهمية هذين القطاعين ودورهما المحوري في دعم الاقتصاد الوطني.
وأكدت أن دعم ورعاية الملك لهذا القطاع اسهما بما حقّقه من قفزات منذ بداية العقد الماضي ليواكب التطورات العالمية، لينتقل قطاع الاتصالات من مجرد قطاع يقدم خدمات محدودة للافراد والمؤسسات تعتمد على الهاتف الثابت وخدمات البريد التقليدية والإنترنت المحدود، الى قطاع يقدم اليوم خدمات الجيل الثالث والرابع وتطبيقات الهواتف الذكية، ولتتطور صناعة تكنولوجيا معلومات الأردنية لتقدم خدماتها في البرمجيات والمحتوى العربي لنحو 30 وجهة عربية وعالمية.
وكان الملك عبدالله الثاني وجه المختصين في تكنولوجيا المعلومات، في القطاع الخاص، في العام 1999 عقب توليه سلطاته الدستورية الى إعداد استراتيجية واقعية، وخطة عمل لتطوير قطاع تكنولوجيا المعلومات الناشئ في الأردن، حيث جرى وقتها اطلاق مبادرة " ريتش 1″ لتكون استراتيجية واقعية، وخطة عمل لتطوير قطاع تكنولوجيا المعلومات الناشئ في الأردن، وزيادة صادراته ومساهمته في التوظيف وجذب الاستثمارات اليه.
وجرى اطلاق المبادرة وقتها بشكل يضمن قيام شراكة قوية بين القطاعين العام والخاص في جهودهما لإخراج رؤية الملك عبدالله الثاني إلى حيز الوجود، وبناء عليه وبهدف مأسسة الشراكة الديناميكية بين القطاعين العام والخاص، في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، فقد تم إنشاء مؤسستين هما: وزارة تكنولوجيا المعلومات والاتصال، لوضع سياسة واستراتيجية لتطوير القطاع ، وجمعية شركات تقنية المعلومات والاتصالات الأردنية " انتاج".
وبعد "ريتش 1″ جرى إطلاق وتنفيذ مبادرات (ريتش 2) و(ريتش3) و " ريتش 4″، واستراتيجيات وطنية لدعم قطاعي الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات اخرها الاستراتيجية الوطنية المعمول بها حاليا والتي تغطي الفترة من 2013 حتى 2017.
وبلغة الارقام، اسهمت مبادرات " ريتش" الأولى والاستراتيجيات الوطنية اللاحقة لها، في احداث نمو ملحوظ في القطاع منذ العام 2000 حتى العام 2013، حيث تظهر الارقام الرسمية أن إيرادات قطاعي الاتصالات وتقنية المعلومات زاد من 623 مليون دولار في العام 2000، الى 2.3 مليار دولار في العام 2013، كما اسهم القطاع منذ انطلاقته في توفير أكثر من 80 ألف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة، كما ان نسبة انتشار الإنترنت ارتفعت من اقل من 5 % بداية العقد الماضي إلى حوالي 77 % من عدد السكان اليوم.
ودفع التطور في قطاع الاتصالات خلال العقد الماضي الشباب الأردنيين لتأسيس شركات ناشئة وريادية في تقنية المعلومات بدأت تسهم في توظيف الشباب وتطوير المحتوى العربي على الإنترنت، لعل ابرزها شركة" مكتوب" الأردنية التي اشترتها شركة " ياهوو" قبل عدة سنوات بعشرات ملايين الدولارات.
إلى ذلك؛ اوضحت وزارة الاتصالات أن الملك وجّه العام الماضي لصياغة مبادرة جديدة للنهوض بالقطاع مجددا والعمل بجد لتحويل المملكة الى مركز اقليمي للقطاع في المنطقة والعالم، حيث ستحمل هذه المبادرة اسم " ريتش 2025″ ، مشيرة إلى أن الوزارة ستعمل عليها بشراكة حقيقية مع القطاع الخاص والشركات العاملة في الصناعات الفرعية للاتصالات وتقنية المعلومات والبرمجيات، مستفيدين من المزايا التي توفرها البيئة الاستثمارية المستقرة والآمنة في المملكة، لتحقيق نمو اقتصادي أفضل يعود بالنفع على الوطن والمواطن.
وفي اطار العمل على صياغة " ريتش 2025″ وانطلاقا من دعم القيادة للقطاع ، قالت وزارة الاتصالات إن الحكومة تعمل بجد لاقرار مجموعة من الحوافز الاستثمارية المهمة لدعم وتحفيز بيئة ريادة الأعمال في تكنولوجيا المعلومات ومنها قرار تخفيض الحد الأدنى للاستثمار الاجنبي من 50 ألف دينار إلى الصفر، وتخفيض ضريبة الدخل على تكنولوجيا المعلومات، واعفاء أرباح صادرات القطاع لعشر سنوات، فضلا عن العمل لاقرار تشريعات من شأنها دعم القطاع ومنها قانون الجرائم الإلكترونية الذي نفذ منتصف العام الماضي، وقانون حماية البيانات الشخصية الذي يتوقع الانتهاء من صوغه بشكل نهائي بداية العام المقبل، وقانون المعاملات الإلكترونية ونظام جهات التوثيق الإلكتروني الذي سيضبط اجراءات التوثيق الإلكتروني للقطاع الخاص من خلال هيئة الاتصالات، فضلا عن العمل على تطوير قانون الاتصالات.
كما اشارت الوزارة الى عملها على تطوير الحكومة الإلكترونية والتأسيس لحقبة جديدة من هذه الخدمات التي ستفيد المواطن في حياته اليومية والعملية من خلال خدمات إلكترونية مكتملة من مرحلة تقديم الطلب وحتى مرحلة الدفع، حيث جرى اطلاق 100 خدمة إلكترونية مكتملة مع نهاية العام الحالي، فيما بدأ العمل على المرحلة الثانية التي تغطي الفترة 2016، 2017 حيث سيتم اطلاق 100 خدمة إلكترونية مكتملة، والمرحلة الثالثة في الاعوام 2018 و2019 حيث سيتم إطلاق 150 خدمة إلكترونية مكتملة.
إلى ذلك؛ أكد رئيس هيئة مديري جمعية " إنتاج" الاسبق، الرئيس التنفيذي لشركة الخدمات الفنية للكمبيوتر " اس تي تس" ايمن مزاهرة أن دعم الملك عبدالله الثاني للقطاع ومتابعته له اسهمت كثيرا في تسليط الضوء على هذا القطاع ونموه منذ بداية العقد الماضي الى نهاية العام 2008 بمعدل سنوي بلغ 25 %.
وقال مزاهرة "منذ تولي الملك سلطاته الدستورية حتى يومنا هذا هي فترة تعد " ذهبية " لقطاعي الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات" مشيرا إلى ما شهدته المملكة من تحرير قطاع الاتصالات ودخول مستثمرين كبار في قطاع الاتصالات المتنقلة، ما اسهم في تطوير البنية التحتية للاتصالات في المملكة، وزيادة نسب انتشار خدمات الإنترنت عريض النطاق، وهو ما ساعد وشجع شركات تقنية المعلومات على العمل بجد لبناء قطاع تكنولوجيا معلومات مصدرّ للخدمات والبرمجيات.
وقال مزاهرة إن "تحقيق رؤية الملك لتحويل المملكة الى مركز اقليمي للقطاع تتطلب العمل بجد على ثلاثة محاور هي؛ العمل على استقرار البيئة التشريعية للقطاع حتى نحفز الاستثمار فيه؛ والعمل على النظام التعليمي وتطويره في القطاع ليتواءم والتطورات العالمية الحاصلة في تقنية المعلومات وتطوير وتحسين بيئة الاعمال بتقديم التسهيلات لدخول وتأسيس الشركات في القطاع".
وأكد الخبير التقني عبد المجيد شملاوي أهمية العمل بشراكة اليوم لصياغة واطلاق مبادرة " ريتش 2025″ التي سينبثق عنها خطط تنفيذية من شأنها تحول المملكة إلى مركز اقليمي للقطاع على مستوى المنطقة، وذلك من خلال العمل على محاور منها: تطوير الصادرات، تطوير الموارد البشرية، تحسين بيئة الأعمال، وتسهيل التمويل والاستثمار في القطاع.
وأكد أهمية عمل الحكومة اليوم لإضافة انشطة تكنولوجيا المعلومات للاستفادة من الحوافز والإعفاءات المنصوص عليها في قانون الاستثمار، كونها لم تكن مشمولة بقانون الاستثمار قبل هذا القرار، ذلك أن هذه الانشطة تشغل العمالة الأردنية المؤهلة وبرواتب مجزية، وهي أنشطة قابلة للتصدير حتى في ظل عدم الاستقرار السياسي التي تمر به بعض الدول المحيطة بالأردن، فضلا عن كون هذه الانشطة تتنج قيمة مضافة محلية عالية كلها نتاج العمل الفكري للأردنيين المؤهلين.
كما شدّد شملاوي على أهمية العمل بجد على محور تطوير الموارد البشرية وتجسير الفجوة بين مخرجات التعليم العالي ومتطلبات سوق العمل في الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، لان هذا القطاع يعتمد في تأسيسه وتطويره على الابداع والابتكار والموارد البشرية.

المصدر: صحيفة الغد الاردنية

"تكنولوجيا المعلومات" فرصة ذهبية لتفوق الأردن وتحويله لمركز إقليمي ظهرت أولا على %%
هاشتاق عربي - التقنية بعيون عربية%%.



المصدر هاشتاق عربي

المصدر

0 التعليقات:

إرسال تعليق