الأحد، 31 يناير 2016

أنا أقاتل ولا أستسلم ….. إذاً أنا “ريادي “

هاشتاق عربي – إبراهيم المبيضين

أتواصل منذ سنوات مع عدد من رياديي الأعمال في المملكة يعملون على أفكار مميزة وخصوصا في قطاع تكنولوجيا المعلومات، يواجهون الكثير من الحواجز في طريق تحويل أفكارهم الى مشاريع إنتاجية، حتى يخيّل لمن يتابعهم أو يضع نفسه في مكانهم بأنّهم سيتوقفون ويرجعون إلى بيوتهم في مرحلة ما، يبحثون عن وظيفة تقليدية كالاخرين، يرتاحوا ويريحون أهليهم ومحيطهم ، يجلسون كالبقية يتابعون إختراعات وإبتكارات الغرب…. يستهلكون ويستهلكون بدون انتاج، مرتاحين بوجود مصدر رزق دائم، و" معاش " في نهاية كل شهر…….!!!

لقد تعلّمت الكثير من المفاهيم من أصدقائي الرياديين الذين بنيت مع عدد منهم علاقات شخصية وطيدة، جعلتني أطلّع عن قرب على حياتهم الشخصية،… فالحياة الشخصية للريادي تؤثر تاثيرا مباشرا في رحلته الشاقة: في طريق بناء الفكرة والبدء بتنفيذها، والمواظبة على تحويلها إلى مشروع إنتاجي ناجح.

خلال السنوات الخمس الماضية شهد اقتصادنا " فورة" في المشاريع الريادية وخصوصا في قطاع تكنولوجيا المعلومات،….. خلال هذه السنوات تعرّفت، وتعلّمت من رياديي الأعمال : ما هي ريادة الاعمال، تعريفها الصحيح او الاقرب للصحة، وصفات الريادي الناجح، وكيف اثرت ريادة الاعمال على حياتهم الشحصية وحياة الاخرين والمجتمع …..وغيرها الكثير من المفاهيم تعملت منها الكثير حتى أحببت ان اكون وأظل رياديا في عملي…..

وأطلعت على تجارب عديدة ومفاهيم وتوجهات متنوعة لرياديي الأعمال، كل في حقله ومجاله، فمنهم من يرى بان ريادة الاعمال هي ايجاد الحلول للمشاكل والصعوبات، وتسخير الموارد لبناء قيمة ( خدمة أو منتج) تقدم حلا لهذه المشاكل، فيما يعرف اخرين الريادة بانها محاولة إنشاء عمل تجاري ربحي أو غير ربحي لمنتج أو خدمة يعتقد صاحبها أنها تلبي حاجة للمستهلكين او المستخدمين، ويعتقد البعض بان ريادة الاعمال هي انشاء عمل مبني على نموذج لايجاد منتج او خدمة يحمل قيمة مضافة ويمكن التوسع فيه…..

تعريفات كثيرة لريادة الأعمال، جميعها تقدّم لنا ايضا تلك " الخلطة" من الصفات التي يجب ان يتحلّى بها الرياديون، لعل اهمها صفات : الصبر، والمواظبة والشغف بالفكرة والعمل والتعلّم باستمرار، والقدرة على بناء والاندماج بفريق متكامل يعمل بجد ونحو هدف واحد رغم اختلاف كل فرد بتخصصه في مجال معين : الادارة، التكنولوجا والبرمجة، التسويق وغيرها، …، والابتعاد عن صفات الغرور، والكسل، والأحادية، والتفرّد في الرؤوية والقرارات وعدم المقدرة على التكيّف مع التغيرات.

ومع إحترامي لكل هذه التعريفات، وغيرها مما يمكن ان يقدمه لنا الخبراء ورياديو الاعمال من واقع تجاربهم في السوق وجميعها تحاكي الواقع ومنطقية، غير انني احبّ ان أشارككم اليوم تعريفي الخاص بريادة الأعمال، وهو نتاج إختلاطي بالرياديين خلال السنوات الخمس الماضية، وبحثي المتواصل في هذه المضمار …

أرى بان ريادة الاعمال هي : " القتال بشراسة ودون استسلام لتحويل الفكرة الى مشروع انتاجي".

نعم قصدت استخدام كلمة " قتال"، فمن يقرّر ان يكون رياديا عليه ان يكون " مقاتلا"، فمنذ اللحظة الاولى للمعان فكرة المشروع ، يعلن الريادي حربا لانجاح هذه الفكرة ، حربا لا هوادة فيها ، فعليه ان يقاتل لاقناع الاخرين والسوق بمشروعه وجدواه، سيقاتل في تاسيس الشركة، والبحث عن مصادر تمويل اولية، سيحارب في مواجهة الروتين والمعاملات الحكومية الطويلة، والقوانين والتشريعات التي تعتبر من الحواجز التي قد تعيق اعمال رياديي الاعمال، عليه القتال طوال الوقت في بناء فرق العمل، التسويق، الادارة، التوسع…..

وقصدت ايضا استخدام كلمة " دون استسلام" فالريادي عليه معرفة بان العقبات والحواجز ستكون ملازمة له في كل مراحل عمله، وبعضها سيظهر له بشكل مفاجىء، حتى ان المفاجاة قد "عدم جدوى" الفكرة الأساسية التي بنيت عليها احلام الريادي وكل مشروعه، فهل يستسلم الريادي، وخصوصا ان الحواجز والصدمات المفاجئة هي الاكثر قتلا لروح الاقدام والعمل.

أعتقد بأنّ الريادي الحقيقي " لا يستسلم" أبدا، ولا يقف أمام إبداعه اي حاجز، ولنا في قصة الاقتصادي العربي الكبير " طلال أبو غزالة" عبرة في هذا المجال ، وهو الذي لا يعرف الاستسلام أبداً ، ليذهلنا يوما بعد يوم بنجاحاته التي جعلت مؤسسته " مجموعة طلال ابو غزالة" واحدة من كبرى المؤسسات العالمية، وقد بدأ حياته لاجئا في لبنان، حيث كان يحلم وهو صغير ان يثبت للعالم أن الانسان الفلسطيني العربي يستحق الحياة ، وهو قادر على التفوق والنجاح.

ولنا في قصة حياة " ستيف جوبز" – مفجّر ثورة الهواتف الذكية – عبرة ايضا في ريادة الاعمال وعد الاستسلام، ابتداءاً من حياة أسرية مفككة في صغره، ومعاناة لتاسيس شركة " ابل" العالمية وحروب خاضها في انتاج وتسويق الحواسيب وانتاج " هواتف ذكية" غيرت مجرى وتاريخ قطاع الاتصالات، وانتهاءا بقصة مرضه التي لم تثنه عن الابتكار والحلم بمستقبل شركة " ابل" قبل رحيله في العام 2011.

أنا أقاتل ولا أستسلم ….. إذاً أنا "ريادي " ظهرت أولا على %%
هاشتاق عربي - التقنية بعيون عربية%%.



المصدر هاشتاق عربي

المصدر

0 التعليقات:

إرسال تعليق