الأحد، 21 أغسطس 2016

التكنولوجيا تعصف بأرباح شركات التجزئة

هاشتاق عربي
بالنسبة للمستثمرين الذين يرغبون في الاعتقاد بأن الأساسيات مهمة – مقارنة بتدخلات وإجراءات البنوك المركزية – لم يكن هناك كثير مما يثير البهجة في أرباح الربع الثاني للشركات المدرجة على مؤشر ستاندرد آند بورز 500.
مع ورود جميع التقارير تقريبا، كانت الأرباح الإجمالية ثابتة بشكل أساسي. وعلى الرغم من ارتفاع الأرباح للسهم الواحد، بنسبة ضئيلة تعادل 2 في المائة، تعكس الزيادة عمليات إعادة شراء الأسهم – وهو بالضبط ذلك النوع من الهندسة المالية التي يشجعها عالم أسعار الفائدة التي تراوح بين صفر والمستوى السلبي.
من وجهة نظر الاقتصاد الكلي، كان المستهلك يدعم الاقتصاد أكثر بكثير من دعمه لاستثمار الشركات.
علاوة على ذلك، صمد الإنفاق الاستهلاكي بشكل أفضل بالنسبة للسلع الأساسية منه للسلع التقديرية. في الأسبوع الماضي جاءت مبيعات التجزئة عن تموز (يوليو) ثابتة – أو سلبية إذا تم استبعاد مبيعات السيارات – وأدنى من التوقعات بعد أداء قوي في الأشهر السابقة.
وعلى مستوى الاقتصاد الجزئي، قدمت القليل من سلاسل المتاجر العامة نتائج أفضل مما كان متوقعا، بما في ذلك نوردستروم وميسيز. لكن عروض الأداء القوي المذكورة هي علامة على عوامل مثل العروض الترويجية الخاصة والمبيعات، التي لا تكون مستدامة مع مرور الوقت، في حالة نوردستروم، ومبيعات وإغلاق فروع في حالة ميسيز.
رغم ذلك، بالنسبة لأجزاء كبيرة من القطاع تواصل الضغوط تراكمها. لنأخذ مثلا متاجر "تارجت" التي حذرت الأسبوع الماضي من أن المبيعات ربما تكون من ثابتة إلى منخفضة بنسبة 2 في المائة خلال الفترة المتبقية من السنة. في مذكرة تحمل العنوان الفرعي "المبيعات تترنح، وعمليات الشراء الكامل تتصاعد"، أشارت شاشات مؤشر وكالة ستاندرد آند بورز إلى أن "تارجت"، المتجر الذي يبيع بأسعار رخيصة، كان يصدر هذا التقييم "حتى في الوقت الذي يسعى فيه لإنعاش تفويض إعادة شراء أسهم في أعقاب الوتيرة الأكثر اندفاعا في عمليات إعادة الشراء في تاريخه".
وأصبح التأمين على ديون "تارجت" أكثر تكلفة، ما يشير إلى مدى الضعف الذي سيصيب كثير من الشركات المثقلة بالديون عندما ترتفع أسعار الفائدة في نهاية المطاف.
وكانت الحظوظ الهابطة لمتاجر كلير أشد حتى، ما يسلط الضوء على التحديات التي تواجه شركات الأسهم الخاصة. وكان متجر التجزئة الخاص بالإكسسوارات، الذي تحول إلى شركة خاصة بعد الاستحواذ عليه من قبل "أبولو جلوبال مانيجمينت" في 2007، قد أعلن مسبقا عن عائدات كئيبة الشهر الماضي، ما عجل بحدوث تراجع في أسعار سنداته. وفي الأسبوع الماضي أعلنت متاجر كلير عن تبادل للديون، من المحتمل أن يكتب له النجاح لأن "أبولو" كانت تشتري الديون مقابل خصم حاد في السوق الثانوية.
في الواقع، كثير من متاجر التجزئة المضطربة ماليا توجد تحت إشراف شركات أسهم خاصة، الأمر الذي يوضح كيف أخطأ هؤلاء المستثمرون في حساباتهم. أما الشركات مثل "أبولو" و"تي بي جي" (المالكة لسلسلة "جيه كرو" للملابس، جنبا إلى جنب مع "ليونارد جرين") فقد أخفقت في التنبؤ بمدى سرعة التكنولوجيا في تغيير عادات البيع بالتجزئة.
يقول مايكل فيرولي، الخبير الاقتصادي في "جيه بي مورجان": "لسنوات كثيرة كانت صيغة المتاجر الكبيرة تأخذ الحصة السوقية من المتاجر العامة، وتنمو حتى بشكل أسرع من الصيغة الإلكترونية". ويضيف: "الآن الشكل الإلكتروني هو المسيطر على الحصة السوقية، وأداء المبيعات عبر الإنترنت يتفوق بشكل هائل".

ويلاحظ فيرولي أن مبيعات المتاجر الكبيرة ارتفعت بنسبة 0.3 في المائة فقط في السنة المنتهية بنهاية حزيران (يونيو). وأن التوجه نحو الإنترنت له تأثير أيضا على العقارات والتوظيف، ما يؤدي إلى وجود استثمارات أقل في مراكز التسوق وجعل المستودعات واحدة من الأماكن الأكثر جذبا للاستثمارات العقارية.
علاوة على ذلك، يقدر فيرولي بأنه لو لم تكن هناك أية مبيعات عبر الإنترنت، فإن التوظيف في قطاع البيع بالتجزئة يمكن أن يكون أعلى بواقع 1.2 مليون وظيفة مما هو الآن، نظرا لمقدار الارتفاع في الإنتاجية في العالم الافتراضي.
وما ينطبق على قطاع البيع بالتجزئة ينطبق على كل قطاع آخر. ففي الوقت الذي غالبا ما تعتبر فيه التكنولوجيا منعزلة عن غيرها، كقطاع مستقل، إلا أنها تعمل على إحداث تغييرات في ديناميات جميع الصناعات.
وتعلم المستثمرون – في بعض الحالات من خلال التعرض للأذى – أن عليهم أخذ الصين في الحسبان عند إجراء تقييم لإمكانات أية شركة مختصة بالتصنيع. وبالطريقة نفسها، يجب عليهم الأخذ في الحسبان تأثير التكنولوجيا على أية شركة، سواء أكانت تنتج الأدوية أو تبيع الصنادل.
وليس من الصعب تفهم السبب في وصول مؤشرات الأسهم إلى مستويات مرتفعة قياسيا. فبحسب بيانات من بانك أمريكا ميريل لينتش، كان أكثر من 65 في المائة من الأسهم يدر مع نهاية تموز (يوليو) أرباحا أكثر جاذبية من عائدات سندات الخزانة الأمريكية.
والآن التقييمات مرتفعة، والفضل يعود مرة أخرى إلى سياسات البنوك المركزية، وليس إلى الأرباح أو التوقعات الكبيرة. (محاضر اجتماعات الاحتياطي الفيدرالي المنشورة يوم الأربعاء، أوضحت أن العرافين في مجال السياسة النقدية لا يعتبرون الإبقاء على أسعار الفائدة ثابتة أمرا محفوفا بمخاطر زائدة عن الحد). إن فهم أداء الشركات المنفردة أمر أصعب بكثير.
الاقتصادية



المصدر هاشتاق عربي

المصدر

0 التعليقات:

إرسال تعليق