الأحد، 21 أغسطس 2016

“ذهبية” أبو غوش” تشّع ريادة وأملاً

هاشتاق عربي – إبراهيم المبيضين
لست متخصّصا في الشأن الرياضي، ولا أعرف الكثير عن لعبة " التايكواندو" سوى تعريفها العام بانها فن الدفاع عن النفس بإستعمال اليدين والرجلين ، لكنني فرحت كثيرا يوم الجمعة – مثل كل الأردنيين – وحصلت على جرعة كبيرة من الأمل والايجابية والحافز للعمل بجدّ وإصرار في المضمار الذي تخصّصت فيه، بعدما أعتلى اللاعب الأردني أحمد ابو غوش منصة التتويج في أولمبياد ريو 2016، حاصلا على أول ذهبية للأردن في منافسات لعبة التايكواندو للرجال لوزن 68 كم .
فلم يسبق للأردن أن فاز بميدالية أولمبية ذهبية في تاريخه لكنه حصل على برونزيتين أحرزهما اللاعبان سامر كمال وإحسان أبو شيخة في لعبة التايكوندو في سيؤول عام 1988 عندما كانت الرياضة استعراضية، وبرونزية ثالثة حصل عليها عمار فهد في اولمبياد برشلونة 1992،……
لقد أفرحنا " أبو غوش" بالذهبية التي بعثت لنا فجر الجمعة أشعة من امل وريادة وتفاؤل بمستقبل الشباب الاردني الذي يمكن ان يصنع الكثير بالاصرار والايمان بالقدرات والمواهب.
في كل المباريات التي لعبها البطل " أبو غوش" ابن العشرين عاما ، وتفوق فيها على لاعبين من دول بعضها – تصنف من الدول المتقدمة وأخرى لها تاريخ وباع طويل في الاولمبياد- كان يبعث لنا برسائل ملخصها ان " لا مستحيل مع الإصرار والايمان بالذات وما نمتلك من مهارات وقدرات " ، حتى لو لعبنا ضد روسيا او اسبانيا وحتى كوريا التي نشأت فيها هذه اللعبة قبل 2000 عام، فقد تفوق ابو غوش على لاعبين من هذه الدول حتى نال الذهبية.
اذا فالاردن – على محدودية موراده الطبيعية والمالية – استطاع التفوق والنجاح في هذه الرياضة بعمل جاد لأحمد ابو غوش طوال سنوات مضت الى جانب التزام مع مدرب مثابر هو فارس العساف، فالريادي في اي قطاع كان وفي الرياضة بدون التوجيه والارشاد والالتزام والانفتاح على النصائح والارشادات لا يستيطع الوصول الى النجاح.
في كل حركة يد او ركلة بأرجله الذهبية، كان " ابو غوش" يبعث لشبابنا رسائل تقول في مجملها ان " افيقوا وواصلوا العمل بجد واجتهاد" حتى لو كنتم في سن صغيرة ، فقد كان ابو غوش اللاعب الأصفر سنا في فئة منافسته، ولكن هذا لم يثنه عن تحقيق ما كان يحلم به،
بدون دعم مادي كبير استطاع ابو غوش ان يفعلها فالكل يعلم محدودية الموارد المالية للرياضة الاردنية بشكل عام، اذا افيقوا يا شباب ، يا رياديي الاعمال ممن تبحثون من البدايات عن التمويل والاستثمار، افيقوا فالتمويل والاستثمار ليس كل شيء وليس هو الاساس، الفكرة والموهبة والمهارة والبناء والتطوير هو الاساس، نستطيع تطويرها وتنميتها والوصول الى النجاح باقل الموارد.
والى الرياديين الذين يعتقدون بان طريق الريادة مفروشة بالورود، وان المصاعب تتركز فقط في البداية، يضرب لنا " ابو غوش" مثلا بان طريق النجاح ليست سهلة والمصاعب والحواجز تواجهنا في كل المراحل ، فقد تفاجأ اللاعب الذهبي قبل سنوات وتحديدا في العام 2013 باصابته بالرباط الصليبي العام 2013، وابعدته عن الملاعب عاما كاملا بعد ان اجريت له عملية جراحية تكللت بالنجاح، الا انه عاد بقوة ليبعد من طريقه عددا من نجوم اللعبة الذين كان يشار اليهم بالبنان، كما ان القرعة في الاولمبياد الحالي وضعته في اصعب المواجهات الا انه اجتازها بالاصرار والتفوق.
بعد جرعة الامل والايجابية التي بعث بها ابو غوش لكلك الاردنيين يبقى ان نقول بانها مجرد البداية للانتباه والالتفات من الحكومات والقطاع الخاص الى شبابنا والتعاضد والتكاتف لرعايتها ودعمها وتسهيل طريقها للوصول الى النجاح الذي يمكن تحقيقه بوجود الاصرار والايمان بالذات.



المصدر هاشتاق عربي

المصدر

0 التعليقات:

إرسال تعليق