هاشتاق عربي – ابراهيم المبيضين
هل يفاجئنا رئيس الوزراء المكّلف بتشكيل الحكومة الجديدة الدكتور هاني الملقي اليوم أو غدا باستحداث منصب جديد في حكومته، ليدخل عليها حقيبة وزارية جديدة تحمل اسم "وزارة ريادة الأعمال"، لنحذو حذو دولة دولة الامارات التي سجلت سابقة على المستويين العربي والعالمي باستحدثها العام الحالي وزارتين للسعادة والتسامح وتعيين شباب لتولي مهام هذه المناصب.
وهل تكتمل هذه " المفاجأة الكبرى" بإختيار شاب من رياديي الأعمال – يحمل لقب " أنتربرونرجي" – ليتولى إدارة هذه الوزارة لنكسر بذلك كل قواعد وبرتوكولات تشكيل الوزارات في الاردن؟.
أطرح هذين السيناريوهين " الحلمين" ونحن نرى حجم الاهتمام الكبير بقضايا ريادة الاعمال، والطفرة التي تشهدها بيئة ريادة الاعمال في المملكة، فمنذ خمس سنوات شهدت هذه البيئة حراكا لافتا منقطع النظير في مجال تاسيس المشاريع الريادية، وتوجّه الشباب الاردني لها، وفي مجال دعم وتاسيس المبادرات والصناديق الداعمة لرياديي الاعمال، لدرجة تجعلنا نحلم أو نفكر في فكرة مثل " وزارة" او على الاقل هيئة او مؤسسة حكومية تعنى بريادة الاعمال وقضاياها …!!!
كما ان الحديث عن الارتباط الوثيق بين الشركات الريادية واهية دعمها لاحداث التنمية الاقتصادية والاجتماعية المنشودة يجعلني اطرح مثل هذا السيناريو .
إذا ما حصل هذا السيناريو " الريادي" " الغريب" اعتقد بان شريحة كبيرة من الشباب الأردني ستسعد بهذه الوزارة، فثمة مشاكل يواجهها الرياديون في المملكة ، في وقت يتحدث فيه خبراء عن اهمية وجود جهات مرجعية تعنى بريادة الاعمال مع تعدد الجهات من القطاعين العام والخاص ممن يهتمون بتشجيع ودعم اصحاب الافكار والمشاريع الناشئة في المملكة.
لا نستطيع انكار جهود الكثير من الجهات المعنية بدعم وتطوير بيئة ريادة الاعمال وقطاع الشركات الصغيرة والمتوسطة من القطاعين العام والخاص ، الا ان تطوير بيئة ريادة الاعمال ما يزال يواجه العدديد من المعوقات التي يمكن ان تحول دون اقبال الشباب على تاسيس المشاريع التقنية او توسيع نطاق اعمالها في المستقبل، منها مشاكل مرتبطة بالتمويل، او الارشاد والتوجيه، او في مجال تاسيس الشركة والاجراءات الحكومية في هذا المجال، ومعوقات في استقطاب الموارد البشرية المطلوبة وتوسيع وتسويق منتجات وخدمات المشروع الرياي.
دراسات عربية وعالمية تؤكد توجهات الشباب الاردني وتركيزهم لدخول عالم ريادة الاعمال ولكن لا توجد حتى الان اية دراسة محلية حول واقع ريادة الاعمال في الاردن.
مؤخرا قدر استطلاع بحثي دولي تضمنه التقرير السنوي الثامن لرأي الشباب العربي الصادر عن " أصداء بيرسون – مارستيلر" بان نسبة الاردنيين الذين يطمحون للبدء بمشروع ريادي خلال السنوات الخمس القادمة يقدر بـنحو 31 بالمئ، كما خلصت دراسة لمؤسسة " ومضة" المعنية بريادة الاعمال نشرت في شهر ايلول (سبتمبر) الماضي الى ان أكثر من 60 % من المنظمات الداعمة للشركات الناشئة تتواجد في مصر والأردن ولبنان والإمارات، ما يدلل على مكانة واهتمام الاردن بقطاع ريادة الاعمال، واكدت هذه الدراسة بان ابرز التحديات التي تواجه رياديي الاعمال في توسيع اعمالهم هي : المقدرة على توليد الإيرادات، التسويق، والحصول على استثمارات ،وإيجاد العملاء
كم اظهر استطلاع للرأي قام بع موقع التوظيف المعروف " بيت دوت كوم" ونشرت نتائجه في الربع الاخير من العام الماضي وخلص الى ان 66% من المجيبين في الأردن يفضّلون خوض تجربة ريادة الأعمال، وهذا يؤكد اهمية دعم توجهات الشباب في تأسيس أعمالهم وفي مجال مساعدتهم على التوسع والنمو.
لا اريد المبالغة والحديث عن حلم، ولكن ما اريد الحديث عنه هو التاكيد على اهمية ما يحدث في بيئة ريادة الاعمال في المملكة، والذي يجب الالتفات له والتركيز عليه وعمل دراسات ترصد هذه الظاهرة وتبين اهميتها، وتضافر الجهود لدعم رياديي الاعمال الذين سيشكلون مستقبل اقتصادنا ومجتمعنا المرحلة المقبلة.
المصدر هاشتاق عربي
0 التعليقات:
إرسال تعليق