هاشتاق عربي – ابراهيم المبيضين
مهما بلغنا من المناصب والجاه والمال والتميّز، علينا أن نحافظ دائما على صفة التواضع أينما حللنا وتواجدنا، فالتواضع صفة حميدة تقربنا من الناس، وتجعلنا أكثر تواصلا معهم ما يفيدنا في حياتنا الاجتماعية والعملية.
ويدخلنا الغرور والتكبّر في قفص العزلة عندما نعتقد باننا الاكثر تميزا في محيطنا و نقنع أنفسنا باننا الافضل على الاطلاق مقللّين دائما من شأن وتميّز وجهد الاخرين.
يقول الشاعر:
تَوَاضَعْ تَكُنْ كالنَّجْمِ لاح لِنَاظـِـــرِ
على صفحـات المــاء وَهْوَ رَفِيــعُ
ولا تَكُ كالدُّخَانِ يَعْلُـــو بَنَفْسـِـــهِ
على طبقــات الجـوِّ وَهْوَ وَضِيــعُ
وددت الحديث اليوم عن صفة الغرور في رياديي الأعمال وما يمكن ان تجرّ عليهم من سلبيات ومضار ، وذلك من واقع مشاهدات يومية وتواصل مع مجتمع الشباب الذي يسعى لتاسيس مشاريعه الخاصة، فقد وجدت في البعض غرورا " لا يطاق" واهتماما بالمظاهر اكثر من الإهتمام بالجوهر والمحتوى الايجابي وذلك لمجرد امتلاكهم فكرة يعتقدون بانها الاكثر تميزا وتفردا في عالم ريادة الاعمال، وبانهم اصبحوا اليوم يقودون شركات حتى ولو كنات صغيرة ناشئة ، منشغلين بتلميع انفسهم وتلميع الفكرة اكثر من الانشغال بالعمل عليها وتطويرها وصولا الى النجاح.
شباب صغار يسعون لتحسين واقعهم الاقتصادي والاجتماعي بتبني افكار ريادية ساعدتهم التكنولوجيا على صوغها كمشاريع ، لكنك في اول لقاء معهم تسمعهم يتحدثون بلغة الخبير الذي لا يريد سماع غيره، يقولون ما ليس فيهم سعيا منهم لجذب الانتباه الى فكرة قد تكون مطبقة عشرات المرات، يقلّلون من شان غيرهم من اصحاب الافكار الشبيهة او المختلفة، ولا يحترمون اصحاب الخبرات الطويلة فلا يستفيدون من اي ارشاد او توجيه يمكن ان يقدّم لهم.
ببساطة هم يتصفون بالغرور، …….. والغرور هو خداع للنفس واقناعها بما ليس فيها، ما يجعلنا ننعزل شيئا فشيئا عن الناس الذي سيبتعدون عنا ويتجنبون لقاءنا او افادتنا، فيما يحتاج الريادي لا سيما في اول الطريق الى من يحوطّه ويساعده، يحتاج الى شبكة امان تدعمه في كل الاتجاهات، والغرور سيقصيه بعيدا عن كل هذه الفوائد ، اذا فالغرور مقتل للريادي وخصوصا في اول الطريق.
ابتعد عن الغرور ايها الريادي، خصوصا اذا ما كنت في بداية الطريق، حتى لو امتلكت اكثر الافكار تميزا، فانت بحاجة الى الكثير من الناس في هذه المرحلة، انت بحاجة الى التمويل، والدعم المعنوي، والخبرات التي تنقصك في التسويق او الترويج او في الادارة، اوفي الامور التقنية، …
ومهما بلغت من المهارة لن تنجح بغرورك في الوصول الى النجاح ، فصفة الغرور ستنفر الناس منك ما يحرمك من الكثير من المهارات والخبرات التي يمكن ان تنضّم الى فريق عملك ، والتي يمكن ان تمنحك فرص البدء بتنفيذ الفكرة وتطويرها.
ابتعد ايها الريادي عن الغرور الذي قد يحرمك من معلومات تهمك عن فكرتك وعن السوق والمنافسين، هذه المعلومات لن ياتيك بها الى من يحبك ويحب التقرب منك، والغرور سيجعل هذه المعلومات بعيدة عن متاول يدك.
ابتعد عن الغرور الذي قد يحرمك من فريق عمل متميز قد يكون الاساس في نجاح الفكرة وتحولها الى قصة النجاح، فمن منا يحب التعامل والعمل مع مغرور، وحتى لو عملنا مع مغرور ستتكاثر المشاكل يوميا بعد يوم والعمل سينفذ بطريقة صعبة دون وجود عواكل الحب والشغف.
الغرور سيدفع صاحبه الى التفرد في القرارات والاحكام والكذب على الناس لارضاء النفس واشباع تلك الصفة السلبية ، والقرارات الفردية دون مشاورة او سماع اراء الاخرين فيها الكثير من السلبيات التي يمكن ان تنعكس على العمل وتطوره.
الغرور صفة سلبية لا تناسب عالم ريادة الاعمال، والتواضع رافعة للنجاح في طريق الريادة الصعبة والحرجو والمليئة دائما بالحواجز والعقبات.
المصدر هاشتاق عربي
0 التعليقات:
إرسال تعليق