هاشتاق عربي – إبراهيم المبيضين
شهدت فعاليات منتدى الإتصالات وتكنولوجيا المعلومات لمنطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا 2016 – الذي انعقد تحت الرعاية الملكية السامية -قبل 10 ايام حوارات ونقاشات كثيرة حول مفهوم "رقمنة الإقتصاد" واليات ادماج التكنولوجيا والاتصالات بتطبيقاتها واجهزتها المختلفة في القطاعات الاقتصادية كافة: التعليم، الصحة، المالية، النقل، القطاع الحكومي، وغيرها من القطاعات، وأجمع الكل من متحدثين ومشاركين على ان المستقبل لرقمنة الاقتصاد، وان تبني "الرقمنة" لم يعد خيارا، بل اصبح ضرورة لنمو اقتصادي مستدام.
حضرت المنتدى، وحاورت العشرات من المتحدثين والمشاركين الذين شاركوني تجاربهم في هذا المضمار :اي في مضمار "الرقمنة"، فيما أطلعني اخرون على توقعاتهم للمستقبل في القطاعات التي يعملون فيها اذا ما جرى تبني خيار " الرقمنة" ، وخططهم لتطوير مشاريع تطوع التكنولوجيا لخدمة قطاعات مختلفة، ولعل أهم ما خرجت به من نتائج ومفاهيم جديدة، هو ذلك الارتباط الشديد بين ما نطلق عليه اليوم بـ "ريادة الاعمال" و " الرقمنة"، فهما توأمان كل منهما يشبه الاخر، كل منهما يعتمد على الاخر، يكبران معا ويسهمان في طريق تطورهما في احداث التنمية الاقتصادية والاجتماعية المنشودة.
ونعني الاقتصاد الرقمي هو الاقتصاد الذي يقوم ويعتمد في كل قطاعاته، وبكل مراحل العملية الانتاجية، على تكنولوجيا المعلومات من برمجيات وخدمات وتطبيقات وأجهزة.
لقد شهدت المملكة خلال السنوات الخمس الماضية حراكا لافتا في قطاع ريادة الاعمال، وكانت الغالبية العظمى من المشاريع والشركات التي ظهرت خلال هذه الفترة مشاريع وشركات تقنية،….
اذا فالاتصالات وتكنولوجيا المعلومات فتحت بابا واسعا امام الشباب لتاسيس شركات ريادية تقوم على الاتصالات وشبكة الانترنت، بما توفره التكنولوجيا من مزايا السرعة والانتشار وانخفاض الكلفة والقدرة على اختراق الاسواق العربية والعالمية عبر شبكة الانترنت.
كما ان مفهوم رقمنة الاقتصاد، يحفز ويشجع على خلق وتطوير المزيد من الشركات التي يجب ان تفكر في تطبيقات وخدمات تحل مشاكل في القطاعات المختلفة مثل التعليم، الصحة، والنقل، والمالية، وغيرها من القطاعات، وعلى الحكومة والقطاع الخاص والجهات المعنية بريادة الاعمال في المملكة العمل يدا بيد لمساعدة هؤلا الشباب وهذه الشركات في مراحل التاسيس والنمو والتوسع في مضمار "رقمنة الاقتصاد"، بتوفير البيئة المحفزة على الابداع وتبني التقنيات الحديثة مثل : الطباعة ثلاثية الابعاد، الدرونز، البيانات الضخمة، النقل الذكي، وانترنت الاشياء وغيرها من التقنيات الحديثة.
ببساطة يمكننا القول بان مفهوم " رقمنة الاقتصاد " لرياديي الاعمال هو بمثابة " منجم ذهب" لما يوفره من الافكار لابتكارات وخدمات كثيرة تلامس كل تفاصيل حياتنا اليومية في كل لقطاعات،…..
ولكن علاوة على ذلك، فادخال وتبني التكنولوجيا في القطاعات المختلفة وخصوصا في القطاع الحكومي والمعاملات الحكومية والقطاعات التجارية المختلفة ، هو اداة وعامل مساعد للشركات الريادية في تسيير اعمالها ونموها وتطورها وتسويق منتجاتها في جميع مراحل حياتها، فكلما كان الاقتصاد رقميا كلما تحسنت بيئة الاعمال بشكل عام، وكلما اسهمنا في زيادة وتطوير قطاع الشركات الناشئة التي غالبا ما تسعى الىتخفيض تكاليفها وزيادة انتاجيتها بسرعة مستفيدة من الوسائل التقنية الحديثة.
وفي المقابل، اذا ما اردنا وسعينا لتطبيق مفهوم "رقمنة الاقتصاد" فعلينا اللجوء الى الشباب وتشجيع ريادة الاعمال والشركات الناشئة وتحفيزها على الابتكار والابداع لاخراج مشاريع تخدم التعليم والصحة والقطاع الحكومي والقطاع المالي والتجاري وغيرها، فـ"رقمنة الاقتصاد" تحتاج الى مفاهيم الابتكار والابداع التي غالبا ما يأتي بها الشباب بشركاتهم وافكارهم التي يسعون من خلالها للتميز وتحقيق ذاتهم وخدمة الاقتصاد.
اذا فريادة الاعمال و " رقمنة الاقتصاد" توأمان لا ينفصلان، كل منهما يدعم الاخر، واذا ما اردنا تنمية اقتصادية وتوفير فرص عمل لمواجهة معضلة البطالة في المستقبل علينا دعم وتبني كلا المفهومين معا، وعلى الحكومة ان تعمل بجد وشراكة حقيقية مع القطاع الخاص والجهات المعنية بريادة الأعمال لتوفير المنظومة الاقتصادية الكفيلة بتطوير ونمو كلا المفهومين، وقتها سنشهد حلولا لمشكلة البطالة، كما سنشهد نموا اقتصاديا مستداما حيث اثبتت تجارب لدول كثيرة كيف قفزت الرقمنة باقتصادات هذه الدول.
واعتقد ان تبني ودعم كلا المفهومين سيسهم بلا شك في تنفيذ خطة عمل المبادرة الملكية السامية "ريتش 2025" التي عمل المعنيون في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات مع الحكومة والقطاعات الاخرى على صوغها واطلاقها في المنتدى ، وجني ثمارها وفوائدها فهي تستهدف خلق وايجاد حوالي 7 الاف شركة جديدة في القطاعات الرقمية، وتوفير حوالي 150 الف وظيفة وذلك حتى نهاية العام 2025.
المصدر هاشتاق عربي
0 التعليقات:
إرسال تعليق