الجمعة، 29 أبريل 2016

تكنولوجيا جديدة أسرع من الواي فاي 100 مرة

#هاشتاق_عربي

بعد سنوات من الإعلان عنها، تستعد تكنولوجيا (لاي فاي Li-Fi ) الأسرع من "الواي فاي" 100 مرة لمغادرة المختبر والانطلاق إلي معترك سوق العرض والطلب، بعد أن بدأت بعض المنتجات تشق طريقها إلي معارض ومؤتمرات التكنولوجيا والاتصالات السنوية، مثل القمة العالمية للاتصالات المحمولة في برشلونة، رغم أن التركيز كله ينصب علي الجيل الخامس.

وتكنولوجيا لايفاي تقنية متطورة ومبتكرة تستخدم أشعة الضوء المرئي مثل المصابيح الكهربائية العادية – وليس الموجات اللاسلكية كما هو الحال في شبكات الواي فاي الحالية – في نقل البيانات وتوفير الاتصال بالإنترنت.  ومن المتوقع أن يصل حجم سوق التجارة في منتجات لايفاي إلي 113 مليار دولار قبل 2022، ويعكف الباحثون علي تطوير سرعات نقل البيانات بهذه التكنولوجيا لتصل إلي جيجابت في ثانية، وهي سرعة أعلي من الإنترنت السريع عبر الألياف الضوئية.

تستفيد تكنولوجيا لايفاي من المصابيح التي تعمل بتقنية الصمامات المشعة للضوء وهي في حقيقة الأمر أشباه موصلات، فالتيار الكهربي نفسه الذي يمر من خلالها لإنتاج الضوء يمكن غلقه وفتحه بسرعة فائقة، مما يجعل الضوء يومض لترميز مسارات متوازية من البيانات. ورغم أن العين البشرية لا تستطيع إدراك هذا الوميض، لكنه يشبه إلي حد كبير النسخة الرقمية من شفرة مورس.

وعندما تقترن الصمامات المشعة للضوء بتكنولوجيا معالجة الإشارات، فإنها تستطيع إرسال البيانات إلي مجسات الصور المدمجة في الهواتف الذكية ووحدات "دونجل" وغيرها من الأجهزة، وهي تعمل بالمبدأ نفسه الذي تعمل به أجهزة التحكم عن بعد، التي تستخدم الأشعة دون الحمراء في توجيه مسارات ضئيلة من البيانات إلي أجهزة التليفزيون ودُمي الأطفال، لكن الضوء المرئي – بخلاف الضوء تحت الأحمر – يستطيع أن يصل إلي مستويات من الكثافة تلتقط كميات أكبر من البيانات. وقد استخدم الباحثون هذه الخصائص في إنشاء شبكات لايفاي تصل سرعات التنزيل بها إلي أكثر من 200 جيجابت في الثانية.

رغم أن منتجات وتقنيات اللايفاي لا تزال حبيسة في أغلبها بين جدران المختبرات، نجحت مجموعة من أوائل الشركات في طرح منتجات لايفاي مثل شركة "بيور لايفاي" التي طرحت في القمة العالمية للاتصالات المحمولة وحدة "دونجل" لأجهزة الكمبيوتر والحاسبات المحمولة، وشركة (أوليدكوم) الفرنسية الواعدة التي عرضت منتجاتها لتوصيل الإنترنت بالإضاءة في المكاتب والشركات.

عندما تحدث عن هذه التكنولوجيا في عام 2011 وطرح مصطلح لايفاي Li-Fi لأول مرة، قال هارالد هاس، أستاذ الاتصالات الجوالة في جامعة أدنبرة، خلال (محاضرات تيد): "كل ما نحتاج إليه هو تركيب رقاقة صغيرة في كل جهاز إضاءة محتمل ليقوم بوظيفتين أساسيتين: "الإضاءة والنقل اللاسلكي للبيانات".

بعد أقل من عام من هذه المحاضرة، أنشأ هاس شركة "بيور لايفاي" من أبحاثه الجامعية في أدنبرة، وأطلقت الشركة جهاز "لايفاي إكس"، وهو عبارة عن جهاز توصيل يتصل بمصابيح "الصمامات المشعة للضوء" ووحدة "دونجل" توفر التنزيل والتحميل بسرعة 40 ميجابت في الثانية. وكانت المنتجات والأجهزة التي أعلنتها "بيور لايفاي" قد حققت  ربع سرعة النقل المفترضة لها، مما جعلها تقارن بالنسخ الأولي من "الوايفاي".

كان للانتشار الواسع لمنتجات الإضاءة باستخدام الصمامات المشعة للضوء بجانب عدم استغلال الطيف المرئي دور كبير في إلهام موجة من الموجات الجديدة. وفي العام الماضي، اختبرت شركة (إيستونيان فيلميني) تكنولوجيا لايفاي في الملاعب بسرعة بلغت واحد جيجابايت في الثانية. ومن جانبها، باعت شركة (أوليدكوم) معدات التطوير لدمج تكنولوجيا "لايفاي" بالأجهزة. وهناك شركات أخري مثل (بايتلايت) تركز علي استخدام اتصالات الضوء المرئي لبناء نظم لمحلات السوبرماركت والمتاجر الكبيرة، مما يتيح للعملاء استخدام تطبيقات الهواتف الذكية في البحث عن المنتجات والعثور عليها.

شركات الإضاءة العملاقة مثل فيليبس تدرس استخدام التكنولوجيا في بناء المدن والمباني الذكية. وحتي الآن، تستهدف أغلب منتجات "لايفاي" المنازل والشركات والمكاتب بل والمستشفيات، التي تخشي من تشويش الأجهزة اللاسلكية علي الأجهزة والمعدات الطبية.  وبدأت بعض الشركات البادئة في توضح أن منتجات "لايفاي" مثالية لإنترنت الأشياء، لأنها تربط بين المجسات منخفضة الطاقة في المعدات والآلات الصناعية أو الأجهزة المنزلية،

أغلب المحللين يرون أن تكنولوجيا  "لايفاي" امتداد لشبكة "الوايفاي" وليس بديلاً لها. أحد الأسباب أن أجهزة "لايفاي" تتصل ببعضها باستخدام الضوء، الذي لا يستطيع اختراق الجدران مثل موجات الوايفاي وغيرها من التقنيات اللاسلكية، والبعض يري أن ذلك ميزة لمنع اختراق شبكات اللايفاي أو التجسس عليها. وقد تم تطوير نسخة جديدة من الوايفاي اسمها "وايفاي هالو" تمتاز بانخفاض الاستهلاك في الطاقة وكفاءة أعلي في اختراق الجدران وغيرها من العقبات.

يرى هاس أن الجدل حول أفضلية كل تقنية عقيم لا طائل منه، فدمج المصابيح الضوئية والاتصالات اللاسلكية ليس معناه أو هدفه إزاحة التقنيات الأخري من الساحة بل تقدير الدور الذي تقوم به التقنيات اللاسلكية في حياتنا فعلي حد قوله: "أصبحت الاتصالات اللاسلكية سلعة حياتية حيوية مثل الماء والكهرباء".

"وكالات"



المصدر هاشتاق عربي

المصدر

0 التعليقات:

إرسال تعليق