السبت، 30 أبريل 2016

كيف نعلم أبناءنا اللغة الأم

هاتشاق عربي- د. هالا مقبل

ينشأ الطفل في بيئته بين أسرته وفي أحضان والديه ، ويبدأ بتعلم اللغة ، ولا يحتاج إلى من يعلمه لغته الأم بل إنه يكتسبها اكتسابا ، ومن الملاحظ  أن الطفل الطبيعي يبدأ بنطق بعض المفردات في نحو السنة الأولى من عمره ، ويشرع في تركيب بعض الجمل في منتصف العام الثاني تقريبا ، وفي السنة الرابعة أو الخامسة يكون قد اقترب من البنية الأساسية للغته الأم ، فكيف يكتسب الإنسان اللغة ؟ وما آلية تعلمها ؟

إن السمع عامل أساسي في تشكل اللغة تحديدا  ، فالأصوات تصدر من الإنسان، وتنتقل أولا من خلال الهواء الخارجي على شكل موجات حتى تصل إلى الأذن الإنسانية ، ومنها إلى المخ ، فتترجم هناك وتفسر ،  ﻭﻋﻠﻰ ﻀﻭﺀ ﻫﺫﺍ ﻴﻤﻜﻨﻨﺎ ﺃﻥ ﻨﻘﻭل : إن اللغة ﺭﻫﻴﻨﺔ بالسماع  ، ﻭإن السماع  ﻭﺴﻴﻠﺔ الإنسان إلى امتلاك اللغة ، وإن الوسط السمعي أهم الأوساط ، وهو الأداة الأساسية أو الطبيعية لاكتساب اللغات الإنسانية ، وهو الأساس الذي يعتمد عليه في كل الأوساط الأخرى وأن تشكل اللغة عن طريق السمع حقيقة لا مجال للجدال  فيها . وهذا يعني أن كل معارف الإنسان وما يكتسبه في حياته هو نتيجة حتمية لما يسمعه ويراه في بيئته .

ولا يخفى أثر حاسة السمع التي يتحلى بها الإنسان في عملية الاكتساب اللغوي ؛ فبها يصبح قادراً على المحاكاة والإبداع والتمييز والتصنيف ، والإفادة من المسموع وتخزينه وتذكّره وقت الحاجة ، من خلال الجهاز النطقي الذي أودعه الله في الإنسان ، وجعله مطواعاً قادراً على نطق أيٍّ من اللغات التي يعتاد على سماعها ، فالكلام لا يتم أخذه إلا بالسماع من الآخرين ، وإنّ اعتيادا لإنسان على سماع لغةٍ ما ، هو معيار نجاحه في أدائها أداءً سليما  . فالسمع هو الأساس في عملية التواصل اللغوي ، واكتساب اللغة ، ذلك أن الكلام ينتقل من المتحدث إلى السامع عن طريق الصوت ، وتقوم أذن السامع بنقل الصوت إلى الدماغ ، حيث يتم هناك تحليل الصوت ، وفهمه وإدراكه . وهذا يضع الوالدين والأهل والمعلمين أمام مسؤولية كبيرة في ضرورة استعمال اللغة الأم وتعويد الأطفال على سماع النماذج اللغوية السليمة حتى يتمكنوا من تقليدها وإتقانها وهنا لا بد من الإشارة إلى قضية مهمة في هذا المجال هي أن الكثير من الأطفال العرب يعانون من مشكلة الإزدواجية في اللعة لأن الأهل يتعمدون الحديث معهم باللغة الإنجليزية مما يخلق لدى الأطفال إشكالية في الاكتساب اللغوي واضطرابا في الاستعمال ومن الثابت علميا لدى علماء اللغة أن إتقان اللغة الأم هو المدخل الطبيعي لتعلم اللغات الأخرى ، لهذا لا بد من إتقان العربية أولا ولا يتم ذلك إلا باستماع لها واستعمالها .

 



المصدر هاشتاق عربي

المصدر

0 التعليقات:

إرسال تعليق