هاشتاق عربي – رصد إبراهيم المبيضين
عندما تبدع وتبتكر وتترك أثرا ماديا ماثلا ، أو ذكرا طيبا ومؤثرا في مجتمعك باسلوب حياتك أو عملك، او تترك مدرسة امنت بها واسست لها وطورتها في القطاع الذي تعمل به، فاعلم انك ريادي، لانك تميزت عن الاخرين، ففي الريادة اختلاف وتميز عن الاخرين، واثر كبير تتركه حتى بعد رحيلك سنوات وعقود…….
ليست سنوات، ولا عقود، هي ساعات فقط مرّت الان على رحيل المهندسة المعمارية البريطانية – عراقية الأصل – "زها حديد" التي وافتها المنية يوم أمس وتركت عالمنا إثر إصابتها بأزمة قلبية مفاجئة في مستشفى بميامي في الولايات المتحدة، وعن يناهز الـ 65 عاما، …..
ولكن حتى بعد سنوات وعقود أعتقد بان العالم سيتذّكر حديد بأعمالها الابتكارية الجاثمة في مختلف مدن وبلدان وقارات العالم، سيبقى تأثيرها ماثلا بعد أن الهمت كثير من مهندسي العمارة حول العالم مؤمنين بمدرستها الابداعية في فن الهندسة المعمارية الذي يقوم على الغرابة والابتكار والمزج بين الحداثة والطبيعة والتكنولوجيا، والميل الى المنحيات والانسيابية بشكل مثير.
زها حديد التي ظهرت اولى دلائل شغفها وحيها للعمارة والابتكار في سن السابعة، نالت الكثر من الجوائز التقديرية العالمية، وحققت الكثير من الانجازات والمعالم المعمارية الحضارية التي تتوزع اليوم ف مختلف مدن ودول وقارات العالم.
يوم امس نعى مكتب المهندسة والمصممة زها حديد عقب وفاتها ، وقال في بيان له : " بحزن كبير تؤكد شركة زها حديد للهندسة المعمارية أن زها حديد توفيت بشكل مفاجىء في ميامي هذا الصباح. كانت تعاني من التهاب رئوي أصيبت به مطلع الأسبوع وتعرضت لأزمة قلبية أثناء علاجها في المستشفى".
واضاف البيان : " زها حديد تعتبر الى حد كبير اهم مهندسة معمارية في العالم اليوم".
وتابع مكتبها " عبر العمل مع شريكها باتريك شوماخر، كانت تهتم بالعلاقات بين الهندسة المعمارية والمناظر الطبيعية والجيولوجيا، وادخلتها في ممارسة مهنتها مع تكنولوجيا خلاقة وترجمت في غالب الاحيان عبر اشكال هندسية غير متوقعة ودينامية".
ولدت زها حديد في العام 1950 في بغداد، وهي إبنة وزير المالية السابق محمد حديد (1907-1999).
درست الرياضيات في الجامعة الاميركية في بيروت قبل ان تلتحق بالجمعية المعمارية في لندن وتنال منها اجازة عام 1977، واصبحت لاحقا مدرسة في الجمعية.
ونعى رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي حديد ووصف وفاتها بانها " خسارة للعالم اجمع".
وقال انها "خدمت العالم من خلال ابداعها، وبفقدانها فقد العالم اجمع واحدة من اعظم الطاقات التي خدمت المجتمع".
وأسست حديد شركتها عام 1979 وصممت الكثير من المعالم المبتكرة منها حلبة تزحلق على الجليد في انسبروك في النمسا ودار الأوبرا في غوانغجو في الصين وفي كارديف عاصمة ويلز وكذلك المتحف الوطني لفنون القرن الحادي والعشرين في روما (ماكسي).
وصمّمت حديد ايضا حوض السباحة لدورة الألعاب الأولمبية في لندن سنة 2012، وكان يفترض ان تشرف على بناء الملعب الاولمبي للالعاب الاولمبية المقررة في طوكيو في العام 2020 لكن لم تتم الموافقة على مشروعها في نهاية المطاف باعتباره باهظ الكلفة.
كما وصممت حديد ملعب الوكرة في قطر المخصص لاستضافة كأس العالم عام 2022، وصممت أيضاً مركز حيدر علييف في باكو بأذربيجان، ومجمع في منطقة هاي لاين بمانهاتن، ومجمع " جالاكسي سوهو" للأعمال والترفيه في العاصمة الصينية بكين.
ومن مشاريعها ايضا مركز العلوم في ولسبورغ بألمانيا، ومحطة قطار ستراسبورغ ألمانيا، ومشروع القبة الألفية بلندن، وجسر أبوظبي بالإمارات العربية المتحدة، ومحطة إطفاء الحريق بألمانيا، ومشروع محطة البواخر في ساليرنو، ومركز روزنثال للفن المعاصر في مدينة سينسيناتي بأميركا.
وكانت زها حديد كانت أول امرأة تنال سنة 2004 جائزة "بريتزكر" التي تعد بمثابة "نوبل" الهندسة المعمارية.
وفي العام 2008، صنفتها مجلة "فوربز" الأمريكية في المرتبة التاسعة والستين للنساء الأكثر نفوذا في العالم.
ونالت زها حديد عام 2010 جائزة "ستيرلينغ" البريطانية، وهي إحدى أهم الجوائز العالمية في مجال الهندسة، كما مُنحت وسام الشرف الفرنسي في الفنون والآداب برتبة "كوموندور"، وسمتها اليونيسكو " فنانة للسلام".
وتعد "زها حديد" إلى حد كبير أهم وأفضل مهندسة معمارية في العالم، واختارتها مجلة "تايم" عام 2010 من بين الشخصيات المئة الأكثر نفوذا في العالم
كما منحتها الملكة اليزابيث الثانية لقب ليدي في 2012 وحصلت الشهر الماضي على الميدالية الذهبية الملكية البريطانية لاعمالها.
وفي العام 2015، باتت زها حديد أول امرأة ايضا تنال الميدالية الذهبية الملكية للهندسة المعمارية، بعد جان نوفيل وفرانك غيري وأوسكار نييماير.
زها الحديد…. رحلت ملكة "المنحنيات" وصاحبة مدرسة " الحداثة " في فن العمارة ظهرت أولا على %%
هاشتاق عربي - %%.
المصدر هاشتاق عربي
0 التعليقات:
إرسال تعليق