الأربعاء، 28 سبتمبر 2016

3 صور لمسؤولية إجتماعية قام بها أفراد و شركات ريادية

هاشتاق عربي – إبراهيم المبيضين

من يعتقد بان مفهوم المسؤولية الإجتماعية يقتصر على شركات القطاع الخاص الكبرى فقط، على اساس انها تربح وبالتالي يجب ان ترد الجميل للمجتمعات التي اسهمت في تكوين ايراداتها ، فهو مخطأ أو يمتلك مفهوما منقوصا للمسؤولية الاجتماعية، …..

فالكل يمكنه ان يمارس ويطبق ويتبنى هذا المفهوم: شركات القطاع الخاص، مؤسسات المجتمع المدني، الحكومات، وحتى الأفراد : كبارا وشبابا، نعم حتى الافراد يمكنهم ان يطبقوا هذا المفهوم ويجعلونه نهج حياة يسهم في ادماجهم في المجتمع، ويساعد الغير في تحسين حياتهم الاجتماعية والاقتصادية حتى ولو بمبادرة بسيطة،كما ان شركات ريادية صغيرة يمكنها القيام بتطبيق هذا المفهوم وكل حسب مقدرته واختصاصه.

وليس شرطا ان تكون مساهمة الافراد اوالشركات الريادية في هذا الباب " مادية"، فجميعنا نمتلك مهارات وخبرات اوحتى فكرا، يمكننا ان نمرره الى الغير للاستفادة منه، لان هذه المهارة او الخبرة قد يسهم في تغيير حياة الناس نحو الأفضل، ويحسن من واقعهم الإقتصادي والإجتماعي.

خلال الشهور القليلة الماضية وخلال تغطيتي لبيئة ريادة الاعمال، وقطاع الاعلام الاجتماعي، رصدت اكثر من حالة لشركات ريادية صغيرة تقوم بتطبيق مفهوم المسؤولية الاجتماعية على حجمها ومقدرتها، وافراد متخصصين في مجالات متنوعة كالسوشيال ميديا يقومون بتقديم المساعدة والخبرة للشباب باقل التكاليف اوحتى دون مقابل، هذه صور جميلة كبيرة نتعلم منها بان الجميع يمكنه ان يقوم بواجبه تجاه مجتمعه، ويسهم بتطويره وتنميته حتى ولو بفكرة.

واقدم هنا 3 صور لهذه المسؤولية الاجتماعية : مسؤولية اجتماعية لافراد، واخرى لشركة ريادية صاعدة.

الصورة الاولى صاحبها المدرب والمستشار في الاعلام الاجتماعي خالد الاحمد الذي اعلن مؤخرا عن ورشة متخصصة في الاعلام الاجتماعي ستعقد في منصة زين للابداع "زينك" يومي 14 و15 من الشهر المقبل، ولكن اللافت للانتباه في اعلانه عن الورشة انه لم يحدد سعرا او رسوما للمشاركة فيها ، قال في اعلانه " السعر حسب ميزانيتك إدفع واللي ميزانيته مش زابطه الدخول مجاني".

صورة بسيطة ولكنها جميلة كبيرة في معناها، خصوصا ان الشباب الاردني اصبح متعلقا اليوم بتعلم مهارات التعامل مع شبكات السوشيال ميديا وتطويعها لحياتهم الاجتماعية والاقتصادية وحتى للبحث عن فرص عمل والتشبيك مع جهات وافرد يمكنهم المساعدة في تغيير حياة هؤلاء الشباب.

اعتقد بانها صورة ايجابية للتكافل الاجتماعي والمسؤولية الاجتماعية للافراد، عندما نقدم خبراتنا ومهاراتنا للاخرين باقل التكاليف اوحتى دون مقابل.

الصورة الثانية وهي ايضا بسيطة ولكنها جميلة كبيرة في معناها، ما قامت به الشركة الريادية والاكاديمية المتخصصة في تعليم الاطفال البرمجة " اكاديمية هللووورلد كيدز" خلال العطلة الصيفية المنقضية، عندما بادرت بتوظيف مجموعة من الأطفال الذين تعلموا فيها سابقا ومن الدورات التي تعقدها دوريا في مجال البرمجة للصغار.

نعم قدمت الاكاديمية فرصة لهؤلاء الاطفال للعمل فترة شهر براتب – وهي لم تكن مجبرة او بحاجة ماسة للقيام بذلك……. لقد كانت الفكرة مبنية على توفير شيء مفيد عملي لهذه المجموعة من الاطفال في العطلة الصيفية التي كثيرا ما تمرعلى الاطفال دون اية فائدة، ودون ان يتعلموا فيها شيئا، وفي الوقت نفسه اكسابهم فكرة عن حياة الموظف والدوام في شركة والجد والاجتهاد في العمل، وبالتبعية المساهمة في تهيأتهم للمستقبل.

كانت ايضا تجربة تعكس مسؤولية اجتماعية، بفكرة بسيطة، افادت عددا من الاطفال – حتى ولوكان قليلا – بعمل جاد حصلوا مقابله على مكافأة مادية ، بدلا من قضاء فترة شهر باللعب والتسلية، قلقد دمت الاكاديمية لهم فرصة لتعلم شيء مفيد في العطلة الصيفية.

واما الصورة الثالثة فهي لمبادرة شبابية طوعت التكنولوجيا لخدمة الشباب وتبيكهم بمصادروجهات يمكنها ان تساعدهم على تحقيق احلامهم، هي مبادرة "طموحي لايف" التي يقوم عليها الرياديان : خالد الاحمد وغسان حلاوة، وفكرتها بسيطة تقوم على بث حلقات دورية عبر خدمة " الفيسبوك لايف" يجري خلالها التواصل مع الشباب واستقبال احلامهم وطلباتهم وتوصليهم في اللحظة او بعد الحلقة بافراد وجهات يمكنها ان تساعدهم في تحقيق احلامهم اومطالبهم.

فكرة جميلة طوعت التكنولوجيا بشكل ايجابي وافرزت مجموعة من قصص النجاح خلال الشهور القليلة الماضية وساعدت شبابا في تحقيق احلامهم بعيدا عن الاستخدامات السلبية للتكنولوجيا.

هذه صور بسيطة ، لمسؤولية اجتماعية يمكن ان يقوم بها افراد عاديون، وحتى شركات صغيرة، اذا فالكل مدعو لتطبيق وتبني مفهوم التكافل الاجتماعي والمسؤولية الاجتماعية حتى ولو بتقديم خبرة اوفكرة اومساعدة معنوية للغير.

اذا فالمسؤولية الاجتماعية ليست حكرا اومطلبا من شركات القطاع الخاص الكبرى فقط …….



المصدر هاشتاق عربي

المصدر

0 التعليقات:

إرسال تعليق