الأربعاء، 28 سبتمبر 2016

الخسائر تلاحق عملاقة العالم الرقمي ….. بلاك بيري وتويتر على طريق النهاية

هاشتاق عربي – إبراهيم المبيضين

ان صناعة تقنية المعلومات والهواتف الذكية والانترنت تمتاز بمنافسة شرسة وتطور متسارع لا مثيل له في اي من القطاعات الاقتصادية الاخرى، وان توقفت لفترة عن البحث والتطوير للتميز وتلبية حاجات المستخدمين والتفوق على المنافسين بالجديد، فلا شك سيكون التراجع والخسارة والهزيمة نصيبك.

فالتاريخ الطويل والتفوق في الماضي، وحتى التميز بالافكار مهما كانت فريدة من نوعها لن يشفع لك في العالم الافتراضي، فالكل يسعى الى جديد، والتوقف والتغني بامجاد الماضي لن يساعدك ابدا لان التطور والتغير رهيب ومتسارع، والفوز هولمن يبادر ويقدم الجديد.

خلال السنوات الماضية شهدت صناعة الإنترنت وصناعة الهواتف الذكية خروج اسماء كبيرة وشركات عملاقة رافقتنا لسنوات وحتى عقود، وحققت نجاحات في جميع ارجاء العالم، والسبب هو واحد في كل الحالات، وهوعدم المقدرة على المنافسة وملاحقة التطور التقني الحاصل في السوق.

وفي حالة " نوكيا" اكبر مثال على ذلك، فالشركة العملاقة التي تصدرت سوق الهواتف المتنقلة في جميع ارجاء العالم ولعدة عقود، لم تستطع ملاحقة وتطوير نفسها في عالم الهواتف الذكية، وكان نصيبها الهزيمة والخروج من السوق مع تصدر شركات " ابل" و" سامسونج" الطلب على الهواتف الذكية التي غيرت شكل وصناعة الهواتف المتنقلة في العالم.

فبعد تراجع كبير في مبيعاتها خلال العقد الماضي، وخسائر متلاحقة منيت بها بعد ظهور وتوسع وانشتار الهواتف الذكية منذ العام 2007، كانت نهاية الشركة بصفقة الاستحواذ عليها من قبل عملاق البرمجيات " مايكروسوفت" الذي اشتراها بـ 7.2 مليار دولار في العام 2014.

وبالتزامن كانت شركة " ياهوو" – صاحبة واحد من اكبر محركات البحث وخدمات الايميل على الشبكة العنكبوتية – تتراجع ولا تستطيع ملاحقة التطور الحاصل في القطاع وخصوصا مع ظهور شبكات التواصل الاجتماعي وخصوصا فيسبوك التي استطاعت جذب المعلنين والاستحواذ على حصة كبيرة من سوق الاعلان الرقمي، وسط منافسة شرسة مع العملاق الاخر " جوجل" الذي بسط سيطرته على صناعة محركات البحث مع تطوره بدخول مجالات جديدة وتقديمه لخدمات مميزة كالخرائط وشبكات التواصل الاجتماعي والترجمة وحتى الهواتف الذكية.

هذه الحالة في صناعة الانترنت الحقت الخسائر بشركة " ياهوو" العالمية التي لم تستطع التطور وملاحقة المنافسين، لتكون نهايتها ايضا بصفقة اعلن عنها قبل عدة شهور، وستصبح نتيجة لها تابعة لعملاق الاتصالات "فيرايزون"، وبلغت قيمة الصفقة 4.8 مليار يورو.

اسم اخر يعاني اليوم وهو "تويتر" ، شبكة التدوينات المصغرة التي تجاهد منذ سنوات قليلة لتحقيق النمو والتطور والتميز في ظل منافسة شرسة تتعرض لها في صناعة شبكات التواصل الاجتماعي التي يسيطر عليها اليوم " فيسبوك" مع ظهور لاعبين جدد قادرين على النمو السريع مثل "واتساب" و " انستغرام" و" سنابشات"، وقد قامت الشركة بعدة اجراءات سابقة : ادارية، وفنية، ولكنها لم تستطع تحقيق النمو المطلوب حتى الان، وقبل ايام سمعنا اخبارا عن امكانية بيع الشركة قبل نهاية العام الحالي حيث يتنافس على شراءها عمالقةمن امثال " جوجل" و "ديزني".

هذه ثلاثة امثلة لعمالقة حققوا الكثير من الانتشار والتفوقفي سنوات ماضية، ولكنهم لم يتمكنوا في فترات معينة من ملاحقة التطور والاستمرار في تقديم الجديد، ولذا كانت النهاية بالخروج من السوق والانضواء والتبعية لشركات اخرى.

واليوم هناك عملاق اخر تميز في صناعة الهواتف الذكية وخدمات الايميل عبر الهواتف المتنقلة واستطاع تحقيق انتشار مميز قبيل ظهور الهواتف الذكية وخصوصا "الايفون"، هو الاخر يتعرض لما تعرضت له "نوكيا" و " ياهوو" و" تويتر"، فلم يستطع مواجهة المنافسة الشرسة في صناعة الهواتف الذكية وها هو يستعد للرحيل…..

اتحدث اليوم عن" بلاك بيري" – الشركة الكندية المطورة لهواتف "بلاك بيري" الذكي – والتي نقلت مواقع اخبارية عالمية مؤخرا اخبارا عن توجهها للتوقف عن تصنيع هواتفها " البلاك بيري"، بعد ما لحق بالشركة من خسائر جراء المنافسة الشرسة في سوق الهواتف الذكية.

" بلاك بيري" لن تتوقف عن انتاج هواتفها ، ولكنها ستنقل مهمة التصنيع إلى إندونيسيا.

وقد بدأت الشركة الكندية بالتراجع بعد أن فشلت في الحصول على حصة سوقية جيدة بعد دخول منافسين جدد مثل شركة "أبل"، وسجلت خسائر تقدر بـ372 مليون دولار في الربع الثاني من هذا العام.

وكان المدير التنفيذي للشركة، الكندي جون تشن، قال العالم الماضي إن "بلاك بيري" ستغادر مضمار تصنيع الهواتف الذكية في حال كان ذلك غير مجد.



المصدر هاشتاق عربي

المصدر

0 التعليقات:

إرسال تعليق